وأجابَ في «انتقاض الاعتراض» بأنَّه ليس في شيءٍ من ذلك ما يمنعُ احتمالَ اتِّحادِ القصَّة، فرآهُ كلٌّ من عائشةَ وأمِّ سلمة، كذا قال، فليتأمل.
وسقط لأبي ذرٍّ لفظ «خبر»(١)، قال معتمر:(قَالَ أَبِي) سليمان: (قُلْتُ لأَبِي عُثْمَانَ) النَّهديِّ: (مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟) الحديث (قَالَ): سمعتُه (مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ) حبِّ رسولِ الله ﷺ.
٤٩٨١ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بنُ سعد الإمام قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ) بضم الموحدة (عَنْ أَبِيهِ) كَيسان (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁) أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ) من المعجزاتِ (مَا) موصولة مفعولٌ ثانٍ لـ «أعطيَ»؛ أي: الذي (مِثْلُهُ) مبتدأٌ خبره (آمَنَ) بالمد (عَلَيْهِ) أي: لأجلهِ (البَشَرُ) والجملةُ صلةُ الموصولِ، و «على» بمعنى اللَّام، وعبَّر بها لتضمُّنِها معنى الغلبةِ؛ أي: يؤمنون بذلك مغلوبًا عليهم بحيثُ لا يستطيعون دفعَه عن أنفسهِم.
وقال الطِّيبي: لفظ «عليه» حالٌ؛ أي: مَغلوبًا عليه في التَّحدي والمباراةِ؛ أي: ليس نبيٌّ إلَّا قد أعطاهُ الله من المعجزاتِ الشَّيء الذي صفتُه أنَّه إذا شُوهد اضطرَّ المشاهد إلى الإيمانِ به، وتحريرُه أنَّ كلَّ نبيٍّ اختصَّ بما يُثبت دعواهُ من خارقِ العاداتِ بحسب زمانهِ، كقلبِ العصا ثعبانًا؛ لأنَّ الغلبةَ في زمن موسى ﵇ للسحْرِ، فأتاهم بما يوافقُ السِّحر، فاضطرَّهم إلى الإيمانِ به، وفي زمانِ عيسى ﵊ الطِّب، فجاء بما هو أعلى من الطِّب، وهو إحياءُ الموتى، وفي زمانِ نبينا ﷺ البلاغة، وكان بها فَخَارهم فيما بينهم، حتى علَّقوا القصائدَ السَّبع بباب الكعبةِ تحدِّيًا لمعارضتها، فجاء بالقرآنِ من جنسِ ما تناهوا فيه بما عجزَ عنه البُلغاء الكاملون في عصره. انتهى.
ويحتملُ أن يكون المعنى: أنَّ القرآن ليس له مِثْلٌ لا صورةً ولا حقيقةً. قال تعالى: ﴿فَأْتُواْ بِسورة مِّن مِّثْلِهِ﴾ [البقرة: ٢٣]، بخلاف معجزاتِ غيره، فإنَّها وإن لم يكن لها مثلٌ حقيقةً، يحتملُ