للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الهمزة وتخفيف الميم (إِنَّكَ لَو أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ) لأنَّها أمُّ (١) الخبائث وجالبةٌ لكلِّ شرٍّ.

وهذا الحديث قد سبق في «باب ﴿وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء: ١٦٤]» [خ¦٣٣٩٤] وتأتي بقيَّة مباحثه إن شاء الله تعالى بعون الله في الكلام على الإسراء من السِّيرة النَّبويَّة [خ¦٣٨٨٧].

٣٤٣٨ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ) العبديُّ البصريُّ قال: (أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ) بن يونس بن أبي إسحاق قال: (أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ) الثَّقفيُّ مولاهم الكوفيُّ الأعشى (عَنْ مُجَاهِدٍ) هو ابن جَبرٍ -بفتح الجيم وسكون الموحَّدة- المخزوميِّ مولاهم المكِّيِّ، الإمام في التَّفسير (عَنِ ابْنِ عُمَر ) تعقَّبه الحافظ أبو ذرٍّ -كما هو بهامش «اليونينيَّة» - ونقله عنه غير واحدٍ من الأئمَّة: بأنَّ الصَّواب: «ابن عبَّاسٍ» بدل «ابن عمر» فالغلط من الفَِرَبْريِّ، أو البخاريُّ حدَّث به كذا، وجزم به الغسَّانيُّ والتَّيميُّ وغيرهما، وهو المحفوظ، واحتجَّ لذلك بأنَّه في جميع الطُّرق عن محمَّد بن كثيرٍ وغيره عن مجاهدٍ عن ابن عبَّاسٍ أنَّه (٢) (قَالَ: قَالَ النَّبيُّ (٣) : رَأَيْتُ عِيسَى وَمُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ، فَأَمَّا عِيسَى فَأَحْمَرُ) اللَّون، وهو عند العرب الشَّديد البياض مع الحمرة (جَعْدٌ) بفتح الجيم وسكون العين، أي: جعد الشَّعر، ضدَّ السَّبط (عَرِيضُ الصَّدْرِ، وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ) بالمدِّ، أي: أسمر كأحسن ما يُرَى (جَسِيمٌ) اعترضه التَّيميُّ بأنَّ الجسيم إنَّما ورد في صفة الدَّجَّال. وأُجيب بأنَّ الجسامة تُطلَق على السِّمن وعلى الطُّول، والمراد هنا: طويلٌ (سَبَِْطٌ) بفتح السِّين وسكون الموحَّدة وكسرها وفتحها (كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ) بضمِّ الزَّاي وتشديد الطَّاء المهملة (٤)، جنسٌ من السُّودان، أو نوعٌ من الهنود، طوال الأجساد مع نحافةٍ، وهذا يؤيِّد أنَّ معنى قوله: «جسيمٌ»: طويلٌ.


(١) في (ل): «من».
(٢) «أنَّه»: ليس في (م).
(٣) في (ص) و (م): «رسول الله»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
(٤) «المهملة»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>