(فَأَمَرَهُ) أي: أمرَ رسولُ الله ﷺ عبدَ الله بنَ حذافَةَ (أَنْ يَدْفَعَهُ) أي: الكتابَ (إِلَى عَظِيمِ البَحْرَيْنِ) المنذر بن ساوى نائبِ كسرَى على البحرينِ، فتوجَّه عبدُ اللهِ بنُ حذافةَ إليه فأعطاهُ إيَّاه (فَدَفَعَهُ عَظِيمُ البَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ) بنفسهِ أو قرأَهُ غيرُهُ عليهِ (مَزَّقَهُ) بالزاي والقاف، أي: قطَّعهُ.
قال ابنُ شهاب الزُّهريُّ:(فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ المُسَيَّبِ) سعيدًا (قَالَ) بالسَّند السَّابق: (فَدَعَا عَلَيْهِمْ) على كسرى وجنودِهِ، ولأبي ذرٍّ عن المُستملي «فَدَعَا عَليهِ» أي: على كسرى (رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ) بفتح الزاي فيهما، أي: يتفرَّقُوا ويتقطَّعُوا، فاستجابَ الله ﷿ دعاءَهُ ﷺ، فسلَّطَ الله تعالى على كسرى ابنَه شيرويه، فمزَّقَ بطنَهُ فقتلَهُ، ولم يقُم لهم بعد ذلك أمرٌ نافِذٌ، وأدبرَ عنهم الإقبالُ حتى انقرضُوا بالكلِّيَّةِ في خلافةِ عمر ﵁.
وهذا الحديث سبق في «كتاب العلم» في «باب ما يذكر في المناولة»[خ¦٦٤].
٤٤٢٥ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الهَيْثَمِ) بالمثلثة، المؤذِّنُ البصريُّ قال:(حَدَّثَنَا عَوْفٌ) بفتح العين المهملة بعدها واو ساكنة ففاء، الأعرابيُّ (عَنِ الحَسَنِ) البصريِّ (عَنْ أَبِي بَكْرَةَ) نُفَيعِ بنِ الحارثِ، أنَّه (قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللهُ)﷿(بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَيَّامَ الجَمَلِ) أي: نَفَعني الله أيَّامَ وقعةِ الجملِ بكلمةٍ سمعتُها، فـ «أيَّامٌ»: متعلِّقٌ بـ «نفعنِي» لا بسمعتها؛ لأنَّه سمعها قبلَ ذلك، ففيه تقديمٌ وتأخيرٌ (بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ) ولأبي ذرٍّ «كدتُ ألحق»(بِأَصْحَابِ) وقعةِ (الجَمَلِ) عائشةَ ﵂ ومن معها (فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ) وكان سببها: أنَّ عُثمَان ﵁