للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قَالَ) : بينهما (أَرْبَعُونَ سَنَةً) استُشكِل: بأنَّ الخليل بنى الكعبة وسليمان بنى الأقصى، وبينهما أكثر من أربعين سنةً. وأُجيب بأنَّه لا دلالة في الحديث على أنَّ الخليل وسليمان ابتدأا وضعهما لهما، بل إنَّما جدَّدا ما كان أسَّسه غيرهما، فليس إبراهيم أوَّل من بنى الكعبة، ولا سليمان أوَّل من بنى الأقصى، وبناء آدم للكعبة مشهورٌ، فجائزٌ أن يكون لمَّا فرغ آدم من بناء الكعبة وانتشر ولده في الأرض بنى بعضهم المسجد الأقصى، وفي «كتاب التِّيجان» لابن هشامٍ: أنَّ آدم لمَّا بنى الكعبة أمره الله تعالى بالمسير (١) إلى بيت المقدس وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه (ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ) أي: بعد إدراك وقتها (فَصَلِّهْ) بهاء السَّكت، وللكشميهنيِّ: «فصلِّ» (فَإِنَّ الفَضْلَ فِيهِ) أي: في فعل الصَّلاة إذا حضر وقتها، زاد من وجهٍ آخر عن الأعمش [خ¦٣٤٢٥]: «والأرض لك مسجدٌ».

وهذا الحديث أخرجه المؤلِّف أيضًا فيه (٢) [خ¦٣٤٢٥]، ومسلمٌ في «الصَّلاة»، والنَّسائيُّ فيه وفي «التَّفسير»، وابن ماجه في «الصَّلاة».

٣٣٦٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ) بفتح الميم واللَّام، القَعْنَبِيُّ (عَنْ مَالِكٍ) الإمام الأعظم (عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو) بفتح العين فيهما، واسمه ميسرة (مَوْلَى المُطَّلِبِ) بن عبد الله بن حنطبٍ القرشيِّ المخزوميِّ (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ طَلَعَ) ظهر (لَهُ أُحُدٌ) بضمِّ الهمزة والحاء المهملة، جبلٌ معروفٌ بالمدينة (فَقَالَ: هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا) حقيقةً أو مجازًا، أو هو من باب الإضمار، أي: يحبُّنا أهله (وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ) إسناد التَّحريم إليه لأنَّه مبلِّغه، وإلَّا فهو (٣) حرامٌ بحرمة الله يوم خلق السَّموات والأرض؛ كما ثبت في


(١) في (د): «بالسير».
(٢) في غير (د) و (م): بياض، والمراد: في هذا الباب.
(٣) في (ب) و (س): «فهي».

<<  <  ج: ص:  >  >>