(الخُدْرِيِّ ﵁) أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: إِنَّ اللهَ) تعالى (يَقُولُ لأَهْلِ الجَنَّةِ) وهم فيها: (يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ) يا (رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ) خصَّه رعايةً للأدب (فَيَقُولُ) تعالى لهم: (هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ؟ فَيَقُولُ)ﷻ: (أَلَا) بالتَّخفيف (أُعْطِيكُمْ) بضمِّ الهمزة (أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟) الذي أعطيتكم من نعيم الجنَّة (فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ) جلَّ وعزَّ: (أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا) ومفهومه أنَّ لله أن يسخط على أهل الجنَّة؛ لأنَّه متفضِّلٌ عليهم بالإنعامات كلِّها، سواءٌ كانت دنيويَّةً أو أخرويَّةً، وكيف لا والعمل المتناهي لا يقتضي إلَّا جزاءً متناهيًا؟ وفي الجملة لا يجب على الله شيءٌ أصلًا، قاله الكِرمانيُّ، وهو مأخوذٌ من كلام ابن بطَّالٍ، وظاهر الحديث أيضًا: أنَّ الرِّضا أفضل من اللِّقاء، وأُجِيب بأنَّه لم يقل: أفضل من كلِّ شيءٍ، بل أفضل من الإعطاء، واللِّقاء يستلزم (١) الرِّضا، فهو من باب إطلاق اللَّازم وإرادة الملزوم كذا نقله في «الكواكب» قال في «الفتح»: ويحتمل أن يُقال: المراد: حصول أنواع الرِّضوان، ومن جملتها اللِّقاء، وحينئذٍ فلا إشكال، والمطابقة ظاهرةٌ.
وأخرجه في «الرِّقاق» في «باب صفة الجنَّة والنَّار»[خ¦٦٥٤٩].