وهذا الحديث قد رواه ابن ماجه في «الزُّهد» عن عبد الله بن سعيدٍ الكنديِّ عن إسماعيل بن إبراهيم التَّيميِّ عن أبي إسحاق المخزوميِّ، لكنَّه لم يقل فيه:«وكنت أستقرئ الرَّجل الآية هي معي»(كَيْ يَنْقَلِبَ) أي: يرجع (بِي) إلى منزله (فَيُطْعِمَنِي) شيئًا (وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ) بإثبات الهمزة قبل الخاء بوزن «أفضل» ومعناه، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ:«خير» بحذفها، لغتان فصيحتان (لِلْمِسْكِينِ) بالإفراد جنس، ولأبي ذر:«للمساكين»(جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا) إلى منزله (فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ) فـ «ما» في موضع نصبٍ، مفعولٌ ثانٍ لقوله:«فيطعمنا»(حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ) بضمِّ الياء، من الإخراج (إِلَيْنَا العُكَّةَ) وعاء السَّمن (الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ) يمكن إخراجه منها بغير شقِّها (فَيَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا) أي: في جوانبها بعد الشَّقِّ.
٣٧٠٩ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ:«حدَّثنا»(عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ) بفتح العين وسكون الميم، ابن بحرٍ الباهليُّ الصَّيرفيُّ الفلَّاس قال:(حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ) الواسطيُّ قال: (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ) واسمه: سعدٌ الكوفيُّ (عَنِ الشَّعْبِيِّ) عامر بن شراحيل (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ﵄: كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى ابْنِ جَعْفَرٍ) عبد الله (قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الجَنَاحَيْنِ) لقوله ﵊ له: «هنيئًا لك، أبوك يطير مع الملائكة في السَّماء» أخرجه الطَّبرانيُّ، وكان قد أُصيب بمؤتة من أرض الشَّام، وهو أميرٌ بيده راية الإسلام بعد زيد بن حارثة، فقاتل في الله حتَّى قُطِعت يداه، فأُرِي النَّبيُّ ﷺ فيما كُشِف به أنَّ له جناحين مُضرَّجين بالدَّم يطير بهما في الجنَّة مع الملائكة، وفي حديث أبي هريرة ﵁ عند التِّرمذيِّ والحاكم بإسنادٍ على شرط مسلمٍ أنَّه ﷺ قال:«مرَّ بي جعفرٌ اللَّيلة في ملأٍ من الملائكة وهو مُخضَّب الجناحين بالدَّم» وفي حديث ابن عبَّاسٍ مرفوعًا: «دخلت البارحة الجنَّة، فرأيت فيها جعفرًا يطير مع الملائكة» رواه الطَّبرانيُّ، وفي أخرى عنه:«أنَّ جعفرًا يطير مع جبريل وميكائيل له جناحان، عوَّضه الله ﷿ من يديه»(قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ) البخاريُّ: (الجَنَاحَانِ) في قول ابن عمر هما: (كُلُّ نَاحِيَتَينِ) قال في