للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسحاق فقال: إنَّهم كانوا سبع مئةٍ، وقاله استنباطًا من قول جابر: نحرنا البدنةَ عن عشرة، وكانوا نحرُوا سبعين بدنة، ولا دَلالةَ فيه لِمَا قاله؛ فإنَّه لا يدلُّ على أنَّهم لم ينحَرُوا غير البدنِ، مع أنَّ بعضَهُم لم يكن أحرمَ أصلًا (وَكَانَتْ (١) أَسْلَمُ) القبيلةُ المشهورةُ (ثُمْنَ المُهَاجِرِينَ) وجزم الواقديُّ: بأنَّ أسلمَ كانت في غزوة الحُدَيبية مئة، وحينئذٍ فالمهاجرونَ كانوا ثمان مئةٍ (تَابَعَهُ) أي: تابعَ عبيدَ الله بن معاذٍ (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) الملقب ببُنْدار، فيما وصله الإسماعيليُّ عن أبي عبد الكريمِ (٢) عن بندارٍ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ) سليمان الطَّيالسيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج.

٤١٥٦ - وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ «حدَّثني» بالإفراد (إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى) الفرَّاءُ الصَّغير قال: (أَخْبَرَنَا عِيسَى) بن يونسَ (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) بن أبي خالدٍ (عَنْ قَيْسٍ) هو ابنُ أبي حازمٍ: (أَنَّهُ سَمِعَ مِرْدَاسًا) بكسر الميم، ابنُ مالكٍ (الأَسْلَمِيَّ) الكوفيَّ (يَقُولُ وَكَانَ) مِرداس (مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ) الَّذين بايعوا النَّبيَّ بيعةَ الرُّضوانِ تحتها: (يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ) قال في «الكواكب»: أي (٣): الأصلحُ فالأصلحُ. وقال في «العمدة»: «الأوَّلُ» رفع بفعلٍ محذوفٍ، أي: يذهبُ الأوَّلُ. وقوله: «فالأوَّل» عطفٌ عليه. انتهى.

وقولُ البَرْماويِّ -كالزَّركشي-: يجوز رفعه على الصِّفة، تعقَّبه في «المصابيح»: بأنَّ عطف الصِّفات المفرَّقة مع اجتماعِ منعوتِها من خصائصِ الواو، والعاطفُ هنا الفاء، لا الواو، ثمَّ قال الزَّركشيُّ أيضًا: ويجوز نصبه على الحال، أي: مُتَرتِّبينَ، وجازَ -وإن كان فيه الألف واللَّام- لأنَّ الحال ما يتخلَّص من المكرَّر، فإنَّ التَّقديرَ: ذهبوا مترتِّبينَ. قاله أبو البقاء، وهل الحالُ الأول أو الثاني أو المعنى المجموعُ منهما؟ خلافٌ، كالخلافِ في: هذا حلوٌ حامضٌ؛


(١) في (د): «وكان».
(٢) في «الفتح»: «ابن عبد الكريم»، فليدقق.
(٣) «أي»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>