وزرنا على نصف وزر الرِّجال كالميراث؛ نزل (﴿لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ﴾) وليس ذلك على حسب الميراث (﴿وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ﴾) فإنَّ خزائنه لا تنفد، ولا تتمنَّوا ما للنَّاس من الفضل (﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [النساء: ٣٢]) فالتَّفضيل عن علمٍ بمواضع الاستحقاق، وسقط قوله «﴿لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ﴾» إلى آخر قوله: «﴿مِن فَضْلِهِ﴾» لأبي ذرٍّ، وقال:«إلى قوله: ﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾».
٧٢٣٣ - وبه قال:(حَدَّثَنَا حَسَنُ (١) بْنُ الرَّبِيعِ) بفتح الحاء والرَّاء فيهما ابن سليمان البجليُّ البورانيُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ) سلَّامٌ -بتشديد اللَّام- ابن سليمٍ الكوفيُّ (عَنْ عَاصِمٍ) هو ابن سليمان المعروف بالأحول (عَنِ النَّضْرِ) بالنُّون المفتوحة والمعجمة السَّاكنة (بْنِ أَنَسٍ) أنَّه (قَالَ: قَالَ أَنَسٌ ﵁: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: لَا تَتَمَنَّوُا) بفوقيَّتين، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي:«قال: لا تَمَنَّوا»(المَوْتَ لَتَمَنَّيْتُ) الموت، بلفظ الماضي وحذف إحدى التَّاءين، وإنَّما نهى عن تمنِّي الموت لما فيه من المفسدة، وهي طلب إزالة نعمة الحياة، وما يترتَّب عليها من الفوائد، ولأنَّ الله تعالى قدَّر الآجال، فَمُتَمنِّي الموت غير راضٍ بقضاء الله وقدره، ولا مسلِّمٌ لقضائه، نعم إذا خاف على دينه والوقوع في الفتنة فيجوز بلا كراهة.