غير (١) الصَّالحة، وأنَّ أمامكم النَّار، فاجعلوا الصَّدقة جُنَّةً بينكم وبينها ولو بشقِّ تمرةٍ.
والحديثُ مرَّ في «الزَّكاة»[خ¦١٤١٣].
(قَالَ الأَعْمَشُ) سليمان، بالسَّند السَّابق إليه:(حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَمْرٌو) بفتح العين، ابن مُرَّة (عَنْ خَيْثَمَةَ) بن عبد الرَّحمن (عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ)﵁، وسقط لأبي ذرٍّ «ابن حاتمٍ» أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: اتَّقُوا النَّارَ، ثُمَّ أَعْرَضَ) عن النَّار لمَّا ذكرها كأنَّه يَنظر إليها (وَأَشَاحَ) بهمزة مفتوحة فشين معجمة وبعد الألف حاء مهملة. قال الخليل: أَشاح بوجهه عن الشَّيء نحَّاه عنه، وقال الفرَّاء: المُشيحُ: الحَذِرُ والجَادُّ في الأمرِ والمُقبِل في خِطابه. قال الحافظُ ابن حَجر: فيصحُّ أحدُ هذه المعاني أو كلُّها، أي: حَذِرَ النَّارَ كأنَّه ينظرُ إليها، أو جدَّ على الوصيَّة باتِّقائها، أو أقبلَ على أصحابهِ في خِطابه بعد أن أعرضَ عن النَّار (ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ، ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ) قال ﷺ ذلك وفَعَله (ثَلَاثًا) ووقع هُنا تكرير ثمَّ ثلاثًا (حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ)﵊(يَنْظُرُ إِلَيْهَا) أي: إلى النَّار (ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) مَن كسب طيِّبٍ (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) ما يتصدَّق به (فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) كالدَّلالة على هدى، والصُّلحِ بين اثنين، وفصلٍ بين متنازعين، وحلِّ مشكلٍ، وكشفِ غامضٍ، وتسكينِ غضبٍ، قاله ابن هُبَيرَة، فيما نقله في «الفتح».
وفي الحديث فوائدُ لا تَخفى، والله الموفِّق.
(٥٠) هذا (بابٌ) بالتَّنوين (يَدْخُلُ الجَنَّةَ) من هذه الأمَّة المحمَّديَّة (سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ).