(٤)(بابُ حُبِّ الأَنْصَارِ من الإيمان) سقط لفظ «الباب» لأبي ذرٍّ، فتاليه رَفْعٌ.
٣٧٨٣ - وبه قال:(حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ) بكسر الميم، الأنماطيُّ البصريُّ قال:(حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) ابن الحجَّاج، أبو بسطام العتكيُّ، أمير المؤمنين في الحديث (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ:«حدَّثني» بالإفراد أيضًا (عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ) الأنصاريُّ، ثقةٌ لكنَّه قاضي الشِّيعة وإمام مسجدهم بالكوفة (قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ) بن عازبٍ (﵁ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، أَوْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: الأَنْصَارُ) الأوس والخزرج (لَا يُحِبُّهُمْ) كلُّهم (إِلَّا مُؤْمِنٌ) كاملُ الإيمان (وَلَا يُبْغِضُهُمْ) كلُّهم من جهة نصرتهم للرَّسول ﵊(إِلَّا مُنَافِقٌ) وفي «مُستخرَج أبي نُعيمٍ» من حديث البراء: «مَنْ أَحَبَّ الأنصار فبحبِّي أحبَّهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم»، وهو يؤيِّد ما مرّ من تقديرٍ من جهة نصرتهم … إلى آخره. والتَّقييد بـ «كلِّهم» مخرجٌ لمن أبغض بعضهم لمعنًى يسوِّغ البغض له (فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ) وإنَّما خُصُّوا بذلك؛ لِمَا فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيوائه ﷺ ومواساته بأنفسهم وأموالهم، فكان صنيعهم لذلك موجبًا لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين إذ ذاك؛ من عربٍ وعجمٍ، والعداوة تجرُّ البغض، ثمَّ إنَّ ما اختصُّوا به موجبٌ للحسد، والحسد يجرُّ إلى البغض أيضًا، فمن ثمَّ حذَّر ﷺ