للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١٤) (باب قوله) تعالى، التَّبويب وتاليه ثابتٌ لأبي ذرِّ، ساقطٌ لغيره: (﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ﴾) أيمانًا كاذبةً، والمحلوف عليه: أنَّهم ما قدروا على الخروج في غزوة تبوك (﴿إِذَا انقَلَبْتُمْ﴾) رجعتم من الغزو (﴿إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ﴾) فلا تعاتبوهم (﴿فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ﴾) احتقارًا لهم ولا تُوَبِّخوهم (﴿إِنَّهُمْ رِجْسٌ﴾) قذرٌ نجسٌ بواطنهم واعتقاداتهم، وهو علَّةٌ للإعراض وترك المعاتبة (﴿وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ﴾) مصيرهم في الآخرة إليها، وهو من تمام التَّعليل (﴿جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ [التوبة: ٩٥]) من النِّفاق، ونُصِب ﴿جَزَاء﴾ على المصدر بفعلٍ من لفظه مقدَّر؛ أي يُجزَون جزاءً، وسقط قوله: «﴿فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ﴾ … » إلى آخره لأبي ذرٍّ، وقال ابن حجرٍ: سقط «﴿لَكُمْ﴾» أي: من قوله: ﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ﴾ من رواية الأَصيليِّ، والصَّواب إثباتها.

٤٦٧٣ - وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) هو ابن عبد الله بن بكيرٍ المخزوميُّ المصريُّ (١) قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) ابن سعدٍ الإمامُ (عَنْ عُقَيْلٍ) بضمِّ العين، ابن خالدٍ الأيليِّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ) أباه (عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ) ولغير أبي ذَرٍّ زيادة: «ابن مالكٍ» (قَالَ: سَمِعْتُ) أبي (كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ) غزوة (تَبُوكَ) -غير منصرفٍ (٢) - يقول: (وَاللهِ مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ بَعْدَ إِذْ هَدَانِي) زاد في «المغازي» [خ¦٤٤١٨]: «للإسلام» ولأبي ذَرٍّ عن المُستملي: «على عبدٍ» قال الحافظ ابن حجرٍ: والأوَّل هو الصَّواب (أَعْظَمَ مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللهِ أَلَّا أَكُونَ كَذَبْتُهُ) «لا» زائدةٌ، والمعنى: أن أكون كذبته، واستُشكِلَ كون «أكون» مستقبلًا و «كذبتُ» ماضيًا، وأُجِيبَ بأنَّ المستقبل في معنى الاستمرار المتناول للماضي،


(١) في (د): «البصريُّ»، وهو تحريفٌ.
(٢) في (ص): «منصوبٍ».

<<  <  ج: ص:  >  >>