للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، في قوله تعالى: (﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ﴾ [الأنعام: ٥٩]) المفاتح: جمع مَفتحٍ؛ بفتح الميم وهو الخزانة، أو جمع مِفتح؛ بكسر الميم وهو المفتاح؛ بإثبات الألف، وجمعه: مفاتيح؛ بياءٍ بعد الألف، وقرأ بها ابن السَّمَيْفَع، وهو الآلة التي يُفتَح بها، فعلى الأوَّل يكون المعنى: وعنده خزائن الغيب، وهذا منقولٌ عن السُّدِّيِّ (١) فيما رواه الطَّبريُّ، وعلى الثَّاني: يكون قد جعل للغيب مفاتيح على طريق الاستعارة؛ لأنَّ المفاتيح هي التي يُتَوصَّل بها إلى ما في الخزائن المستوثَق منها بالإغلاق، فمن علم كيف يفتح بها ويتوصَّل إلى ما فيها؛ فهو عالمٌ، وكذلك ههنا؛ إنَّ الله تعالى لمَّا كان عالمًا بجميع المعلومات ما غاب منها وما لم يغب؛ عبّر عنه بهذه العبارة؛ إشارةً إلى أنَّه هو المتوصِّل إلى المغيَّبات وحده، لا يتوصَّل إليها غيره، وهذا هو الفائدة في التَّعبير (٢) بـ «عند»، وفيه ردٌّ على المنجِّم المخذول الذي يدَّعي علم (٣) الغيب، والفلسفيِّ المطرود الذي يزعم أنَّ الله تعالى لا يعلم الجزئيَّات، وجوَّز الواحديُّ أنَّه (٤) جَمْعُ مَفتح؛ بفتح الميم، على أنَّه مصدرٌ بمعنى:


(١) قوله: «وهو الآلة التي يُفتَح بها … وهذا منقولٌ عن السُّدِّيِّ»، سقط من (ص).
(٢) في غير (ب) و (س): «بالتَّعبير» ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
(٣) «علم»: ليس في (د) و (م).
(٤) في (د): «كونه».

<<  <  ج: ص:  >  >>