على غنمه؛ لأنَّ سياق الحديث إنَّما هو للأمن من عدوان بعض النَّاس على بعضٍ كما كانوا في الجاهليَّة، لا للأمن من عدوان الذِّئب، فإنَّ ذلك إنَّما يكون عند نزول عيسى. انتهى. وتعقَّبه في «العمدة»: بأنَّ سياق الحديث أعمُّ من عدوان النَّاس وعدوان الذِّئب ونحوه؛ لأنَّ قوله:«الرَّاكب» أعمُّ من أن يكون معه غنمٌ أو غيره، وعدم خوفه يكون من النَّاس والحيوان، وبأنَّ ذلك غير مختصٍّ بزمان عيسى ﵊، وإنَّما وقع هذا في زمن عمر بن عبد العزيز ﵁، فإنَّ الرُّعاة كانوا آمنين من الذِّئاب في أيَّامه ولم يعرفوا موته إلَّا بعدوان الذِّئب على الغنم.
وهذ الحديث قد سبق في «باب علامات النُّبوَّة»[خ¦٣٦١٢].
٣٨٥٣ - وبه قال:(حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عمرٍو السَّبيعيِّ (عَنِ الأَسْوَدِ) بن يزيد النَّخعيِّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ (﵁) أنَّه (قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ ﷺ النَّجْمَ) في رمضان سنة خمسٍ من البعثة كما قال الواقديُّ (فَسَجَدَ)(١) بعد فراغه من قراءتها (فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ) من المسلمين والمشركين (إِلَّا سَجَدَ) معه المسلمون لله، وغيرهم لآلهتهم؛ لأنَّها أوَّل سجدةٍ نزلت فأرادوا معارضة المسلمين بالسُّجود لآلهتهم (إِلَّا رَجُلٌ) وهو أميَّة بن خلفٍ كما في «سورة النَّجم»[خ¦٤٨٦٣] عند المؤلِّف، فلم يسجد (رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًا فَرَفَعَهُ) إلى وجهه (فَسَجَدَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا يَكْفِينِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ) بالبناء على الضَّمِّ، أي: بعد ذلك (قُتِلَ كَافِرًا بِاللهِ) تعالى يوم بدرٍ، ومطابقة الحديث للتَّرجمة في عدم سجود هذا المذكور؛ إذ في مخالفته نوع أذًى على ما لا يخفى. وهذا الحديث سبق في أبواب «السُّجود»[خ¦١٠٦٧] ويأتي إن شاء الله تعالى في «التَّفسير»[خ¦٤٨٦٣].
(١) قوله: «في رمضان سنة خمسٍ من البعثة كما قال الواقديُّ فَسَجَدَ» سقط من (ص).