للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالافتراء؛ لأنَّ معظم الأفعال يقع بهما؛ إذ كانت هي العوامل والحوامل للمباشرة والسَّعي، وقد يُعاقَب الرجل بجنايةٍ قوليَّةٍ، فيقال: هذا بما كسبت يداك، وقال في «الكواكب»: المراد: الأيدي، وذكر الأرجل تأكيدًا، وقيل: المراد (١) بما بين الأيدي والأرجل: القلبُ؛ لأنَّه الذي يترجم اللِّسان عنه؛ فلذلك نسب إليه الافتراء؛ كأنَّ المعنى: لا ترمُوا أحدًا بكذبٍ (٢) تزوِّرونه في أنفسكم، ثمَّ تبهتون صاحبكم بألسنتكم (وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ) عُرِفَ من الشَّارع حسنهُ نهيًا وأمرًا (فَمَنْ وَفَى) بالتَّخفيف ويشدَّد (مِنْكُمْ) بأن (٣) ثبت على العهد (فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) فضلًا (وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَعُوقِبَ) به (فِي الدُّنْيَا فَهْوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا) غير الشِّرك (فَسَتَرَهُ اللهُ) عليه في الدُّنيا (فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ؛ إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ) بعدله (وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ) بفضله (فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ) قال ابن المُنَيِّر فيما نقله عنه في «فتح الباري»: أدخل البخاريُّ حديث عبادة بن الصَّامت في ترجمة «بيعة النِّساء» لأنَّها وردت في القرآن في حقِّ النِّساء، فعُرِفَت بهنَّ، ثمَّ استُعمِلت في الرِّجال. انتهى. ووقع في بعض طرقه عن عبادة قال: أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النِّساء ألَّا نشرك بالله شيئًا (٤)، ولا نسرق، ولا نزني … الحديث.

وحديث الباب سبق في «الإيمان» أوائل الكتاب [خ¦١٨].

٧٢١٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ) هو ابن غيلان، أبو أحمد العدويُّ مولاهم، المروزيُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) هو (٥) ابن همَّامٍ الحافظ، أبو بكر الصَّنعانيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابن راشدٍ الأزديُّ مولاهم، عالم اليمن (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلمٍ (عَنْ عُرْوَةَ) بن الزُّبير (عَنْ


(١) في (د): «ما».
(٢) زيد في (د): «بزورٍ».
(٣) في (د): «فإن».
(٤) «شيئًا»: سقط من (د).
(٥) «هو»: مثبتٌ من (ب) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>