الكفَّار (فَأَمَّا اليَوْمَ) بعد الفتح (فَقَدْ أَظْهَرَ اللهُ الإِسْلَامَ) وفَشَتِ الشَّرائع والأحكام (وَاليَوْمَ) وللأَصيليِّ وأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ «والمؤمن» بدل قوله: «واليوم»(يَعْبُدُ رَبَّهُ حَيْثُ شَاءَ (١)) فالحكم يدور مع علَّته، قال الماورديُّ: إذا قدر على إظهار الدِّين في بلدٍ من بلاد الكفَّار فقد صارت البلد به دار إسلامٍ، فالإقامة فيها أفضل من الرِّحلة؛ لِمَا يُترَجَّى من دخول غيره في الإسلام (وَلَكِنْ جِهَادٌ) في الكفَّار (وَنِيَّةٌ) أي: وثوابُ نيَّةٍ في الجهاد أو الهجرة، نعم ما دام في الدُّنيا دار كفرٍ فالهجرة منها واجبةٌ على من أسلم وخاف أن يُفتَن في دينه.
٣٩٠١ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد (زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى) البلخيُّ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ) عبدُ الله، الهَمْدانيُّ (قَالَ هِشَامٌ: فَأَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبِي) عروةُ (عَنْ عَائِشَةَ ﵂: أَنَّ سَعْدًا) بسكون العين، ابن معاذٍ الأنصاريَّ (قَالَ) في قريشٍ يوم بني قريظة، وكان قد أُصيب يوم الخندق في الأكحل:(اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ ﷺ) سقطت التَّصلية لأبي ذرٍّ (وَأَخْرَجُوهُ) من مكَّة (اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ).
(وَقَالَ أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ) العطَّار: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ) عروة أنَّه قال: (أَخْبَرَتْنِي) بالإفراد (عَائِشَةُ)﵂ بالحديث المذكور -وقال فيه:(مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا نَبِيَّكَ وَأَخْرَجُوهُ) - كابن نُميرٍ وزاد:(مِنْ قُرَيْشٍ) فأفصح بتعيين القوم، وقريشٌ هم المخرِجون له ﵊، لا بنو قريظة، وقال الحافظ ابن حجرٍ ﵀ في المقدِّمة: رواية أبان بن يزيد عن هشامٍ لم أقف على من وصلها.
(١) في (م): «يشاء»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».