للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخلِّ، والغدوة والرَّوحة في سبيل الله وثوابها خيرٌ من نعيم الدُّنيا كلِّها لو ملكها، وتصوَّر تنعُّمه بها كلِّها؛ لأنَّه (١) زائلٌ، ونعيم الآخرة باقٍ (وَقَالَ) : (لَغَدْوَةٌ) ولأبي ذرٍّ: «الغدوة» (أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ).

٢٧٩٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ) بن عقبة قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ (عَنْ أَبِي حَازِمٍ) سلمة بن دينار المدني (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) الساعدي (، عَنِ النَّبِيِّ ) أنَّه (قَالَ: الرَّوْحَةُ وَالغَدْوَةُ) ولمسلمٍ من طريق وكيعٍ عن سفيان: «غدوةٌ أو روحةٌ» (فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) وهو معنى «تطلع عليه الشَّمس وتغرب» وقد يقال: إنَّ بينهما تفاوتًا، فإنَّ حديث: «وما فيها» يشمل ما تحت طباقها ممَّا أودعه الله تعالى فيها (٢) من الكنوز وغيرها، وحديث: «ما طلعت عليه الشَّمس وغربت» يشمل ما تطلع وتغرب عليه من بعض السَّموات لأنَّها في الرَّابعة أو السَّابعة على الخلاف، وللمتكلِّمين قولان في حقيقة الدُّنيا أحدهما: أنَّها ما على الأرض من الهواء والجوِّ، والثَّاني: أنَّها كلُّ المخلوقات من الجواهر والأعراض الموجودة قبل الدَّار الآخرة، والحاصل من أحاديث هذا الباب أنَّ المراد تسهيل أمر الدُّنيا وتعظيم أمر الجهاد، وأنَّ مَن حصل له من الجنَّة قدر سوطٍ، يصير كأنَّه حصل له أعظم من جميع ما في الدُّنيا، فكيف بمن حصل له منها أعلى الدَّرجات؟!

(٦) (بابُ) بيان (الحُوْرِ العِينِ وَ) بيان (صِفَتِهِنَّ) وسقط لفظ «باب» في رواية أبي ذرٍّ، وحينئذٍ فالثَّلاثة بالرَّفع، فـ «الحور» مبتدأٌ، و «العين» وصفٌ له، و «صفتُهنَّ» عطفٌ على المبتدأ، والخبر محذوفٌ،


(١) زيد في (ص): «نعيم».
(٢) «فيها»: مثبتٌ من (ب) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>