للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيه إذا استطاعوا واهتدوا، وأُجيب بأنَّ العجز متمكِّن من الولدان لا ينفكُّ عنهم، فكانوا (١) خارجين من جملتهم في (٢) الوعيد ضرورةً، فإذا لم يدخلوا فيه؛ لم يخرجوا بالاستثناء، فإن قلت: فإذا لم يخرجوا بالاستثناء (٣) كيف قرنهم في جملة المستثنين؟ أُجيب ليبيِّن أنَّ الرِّجال والنِّساء الذين لا يستطيعون صاروا في انتفاء الذَّنب كالولدان مبالغةً؛ لأنَّ المعطوف عليه يكتسب من معنى المعطوف؛ لمشاركتهما في الحكم، أو المراد بالولدان: العبيد أو البالغون، وهو أولى من إرادة المراهقين لعدم توبيخ نحوهم، وكذا هو أولى من حمل البيضاوي ذلك على المبالغة في الأمر، باعتبار أنَّهم على صدد وجوب الهجرة، فإنَّهم إذا بلغوا وقدروا على الهجرة فلا محيص لهم عنها، فإنَّ قُوَّامهم (٤) يجب عليهم أن يهاجروا بهم متى أمكنت الهجرة (٥)، قال الطِّيبيُّ: وعلى هذا: المبالغةُ راجعة إلى وجوب الهجرة (٦)، وأنَّها خارجةٌ عن حكم سائر التَّكاليف؛ حيث أُوجِبَت على من لم يجب عليه شيءٌ.

٤٥٩٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ) محمَّد بن الفضل السَّدوسيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ) هو ابن زيدٍ (عَنْ أَيُّوبَ) السَّختيانيِّ (عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبد الله (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ) في قوله تعالى: (﴿إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ﴾ [النساء: ٩٨] قَالَ: كَانَتْ أُمِّي (٧)) أمُّ الفضل لُبَابة بنت الحارث (مِمَّنْ عَذَرَ اللهُ) أي: ممَّن جعله الله من المعذورين.

وسبق هذا الحديث في هذه السُّورة [خ¦٤٥٨٨].


(١) في (د): «لكانوا».
(٢) في (د): «من».
(٣) «بالاستثناء»: ليس في (د).
(٤) في (م): «قواتهم» ولعلَّه تحريفٌ.
(٥) «الهجرة»: مثبتٌ من (ص).
(٦) قوله: «فإنَّهم إذا بلغوا وقدروا على الهجرة … المبالغةُ راجعة إلى وجوب الهجرة»، سقط من (د).
(٧) زيد في (ب) و (س): «أي».

<<  <  ج: ص:  >  >>