للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المتابعة (١) وصلها أحمد والبزَّار.

(وَقَالَ عَبْدَةُ) بفتح العين وسكون المُوحَّدة، ابن سليمان فيما وصله النَّسائيُّ (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ العَاصِ) فخالف هشامٌ أخاه يحيى بن عروة في اسم الصَّحابيِّ، فقال يحيى: عبد الله بن عمرٍو، وقال هشامٌ: عمرو بن العاص، فيرجِّحُ روايةَ يحيى موافقةُ محمَّد بن إبراهيم التَّيميِّ.

(وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو) -بفتح العين- ابن علقمة اللَّيثيُّ المدنيُّ، فيما وصله المؤلِّف في «خلق أفعال العباد»: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ) بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ، أنَّه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَمْرُو بْنُ العَاصِ) وهذا كلُّه مع ما سبق من حديث عائشة أنَّه قال لها: «وكان أشدَّ ما لقيت من قومك … » [خ¦٣٢٣١] فذكر قصَّته بالطَّائف مع ثقيفٍ، يدلُّ على تعدُّد ذلك، فلا تعارض على ما لا يخفى.

وحديث الباب سبق في «مناقب أبي بكرٍ الصِّدِّيق » [خ¦٣٦٧٨].

(٣٠) (بابُ إِسْلَامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ) سقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ، فتاليه رَفْعٌ، و «الصِّدِّيق»: «فِعِّيلٌ» مبالغة في (٢) الصِّدق، وهو الكثير الصِّدق، وقيل: الذي لم يكذب قطُّ، وقد قال أبو الحسن الأشعريُّ رحمه الله تعالى: لم يزل أبو بكر بعين الرِّضا منه، فاختلف النَّاس في مراده بهذا الكلام؛ فقيل: لم يزل مؤمنًا قبل البعثة وبعدها، وهو الصَّحيح المرتضى، وقيل: بل أراد أنَّه لم يَزَلْ بحالةٍ غيرِ مغضوبٍ فيها عليه لعلم الله تعالى بأنَّه سيؤمن ويصير من خلاصة الأبرار، قال الشَّيخ تقيُّ الدِّين السُّبكيُّ : لو كان هذا مراده؛ لاستوى الصِّدِّيق وسائر الصَّحابة في ذلك، وهذه العبارة التي قالها الأشعريُّ في حقِّ الصِّدِّيق لم تُحفَظ عنه في حقِّ غيره، فالصَّواب أن يُقال: إنَّ الصِّدِّيق لم يثبت عنه حالة كفرٍ بالله كما ثبتت عن غيره ممَّن آمن، وهو الذي سمعناه من أشياخنا ومن يُقتَدى به وهو الصَّواب -إن شاء الله تعالى- ونقل ابن ظَفَرٍ


(١) في (م): «السَّابقة».
(٢) في (م): «من».

<<  <  ج: ص:  >  >>