للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طلعنا موضعًا عاليًا (١) كجبلٍ أو تلٍّ (كَبَّرْنَا) استشعارًا لكبرياء الله تعالى عندما يقع البصر على الأمكنة العالية؛ لأنَّ الارتفاع محبوبٌ للنُّفوس لما فيه من استشعار أنَّه أكبر من كلِّ شيءٍ (وَإِذَا نَزَلْنَا) إلى مكانٍ منخفضٍ كوادٍ (سَبَّحْنَا) استنباطًا من قصَّة يونس وتسبيحه في بطن الحوت، لننجو من بطن الأودية، كما نجا يونس بالتَّسبيح من بطن الحوت، وعن بعضهم: لمَّا كان التَّكبير لله عند رؤية عظيمٍ من مخلوقاته وجب أن يكون فيما انخفض من الأرض تسبيحٌ لله تعالى؛ لأنَّ تسبيحه تعالى تنزيه عن صفات الانخفاض والضَّعة، وقال ابن المُنَيِّر: ينبغي أن يكون التَّنزيه في محلِّ الانخفاض والاستعلاء؛ لأنَّ جهتي (٢) العلوِّ والسُّفل كلاهما محالٌ على الحقِّ (٣) تعالى، فالعلوُّ وإن كان معنويًّا لا جسمانيًّا فقد وُصِفَ به (٤)، ولم يؤذن في وصفه بالانخفاض البتَّة، ولا له اسم مشتقٌّ في (٥) ذلك، وقد ورد: «ينزل ربُّنا إلى سماء الدُّنيا» وأوَّلناه بالمعنى، لكنَّه لم يشتقَّ له منه اسمُ المتنزِّل، بخلاف اسمِه المتعالي . انتهى. من «المصابيح».

(١٣٣) (بابُ التَّكْبِيرِ إِذَا عَلَا) المسافر في الغزو أو الحجِّ أو غيرهما (شَرَفًا) أي: مكانًا مُشْرِفًا عاليًا.

٢٩٩٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بفتح الموحَّدة وتشديد الشِّين المعجمة، العبديُّ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ) هو محمَّد ابن أبي عديٍّ، واسمُ أبي عديٍّ: إبراهيمُ السُّلميُّ (عَنْ شُعْبَةَ) بن الحجَّاج (عَنْ حُصَيْنٍ) بضمِّ الحاء وفتح الصَّاد المهملتَين ابن عبد الرَّحمن (عَنْ


(١) في (ل): «موضعًا عال».
(٢) في (د): «جهة».
(٣) في (د): «على الله».
(٤) «فقد وُصِف به»: سقط من (د ١) و (ص).
(٥) في (ب) و (س): «من».

<<  <  ج: ص:  >  >>