للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب: «وأحدكم صائمٌ» وموسى ثقةٌ (فَابْدَؤُوا بِهِ) أي: بالعَشاء (قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ المَغْرِبِ، وَلَا تَعْجَلُوا عَنْ عَشَائِكُمْ) بفتح المُثنَّاة الفوقيَّة والجيم، وفي نسخةٍ -قِيلَ: إنَّها مسموعةٌ على الأَصيليِّ-: «ولا تُعجَلوا» بضمِّ الفوقيَّة وفتح الجيم من الثُّلاثيِّ فيهما، ورُويِ: «تُعجِلوا» بضمِّ أوَّله وكسر ثالثه من الإعجال.

وفيه -كالسَّابق- دليلٌ على تقديم فضيلة الخشوع في الصَّلاة على فضيلة أوَّل الوقت، فإنَّهما لمَّا تزاحما قدَّم الشَّارع الوسيلة إلى حضور القلب على أداء الصَّلاة في أوَّل الوقت.

ورواة هذا الحديث الخمسة ما بين مصريٍّ وأيليٍّ ومدنيٍّ، وفيه: التَّحديث والعنعنة، وأخرجه المؤلِّف في موضعٍ آخر [خ¦٥٤٦٣].

٦٧٣ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) بضمِّ العين وفتح المُوحَّدة، القرشيُّ الكوفيُّ الهَبَّارِيُّ؛ بفتح الهاء والمُوحَّدة الثَّقيلة (عَنْ أَبِي أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضمِّ العين وفتح المُوحَّدة، ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب (عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمر (عَنِ ابْنِ عُمَرَ) بن الخطَّاب أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَؤُوا) أنتم (بِالعَشَاءِ) بفتح العين (وَلَا يَعْجَلْ) أحدُكم (حَتَّى يَفْرُغَ) مَنْ مَعَكم (مِنْهُ) بالإفراد؛ نظرًا إلى لفظ «أحد»، والجمع في: «فابدؤوا» نظرًا إلى ضمير «أحدكم»، قاله الطِّيبيُّ، وأجاب البرماويُّ بأنَّ النَّكرة في الشَّرط تعمُّ، فيحتمل أنَّ الجمع لأجل عموم «أحد». انتهى. وإضافة «عشاء» لـ «أحدكم» تُخرِج عشاء غيره، نعم لو كان جائعًا واشتغل خاطره بطعام غيره فلينتقل إلى مكانٍ غير ذلك المكان، أو يأكل ما يُزيل به اشتغاله ليتفرَّغ (١) قلبه لمناجاة ربِّه في صلاته، ويؤيِّد هذا عموم قوله في رواية مسلمٍ من حديث عائشة: «لا صلاة بحضرة


(١) في (م): «ليفرغ».

<<  <  ج: ص:  >  >>