للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٤) هذا (١) (بابٌ) بالتَّنوين: (مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ) من الإزار والقميص وغيرهما (فَهْوَ فِي النَّارِ).

٥٧٨٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا آدَمُ) بنُ أبي إياسٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ) أنَّه (قَالَ: مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ) من الرَّجل (مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ) و «ما» موصولةٌ في محلِّ رفع على أنَّها مبتدأ، و «في النَّار» الخبر، و «أسفلُ» خبر مبتدأ محذوفٍ وهو العائد على الموصول، أي: ما هو أسفل، وحذف العائد لطول الصِّلة، أو المحذوف كان، و «أسفلَ» نصبٌ، خبر لكان، و «من» الأولى لابتداءِ الغاية، والثَّانية لبيان الجنس، والمراد -كما قاله الخطَّابيُّ-: إنَّ الموضع الَّذي يناله الإزارُ من أسفل الكعبين في النَّار، فكنَّى بالثَّوب عن لابسه، والمعنى إنَّ الَّذي دون الكعبين من القدمِ يُعذَّب عقوبة، فهو من تسميةِ الشَّيء باسم ما جاورهُ أو حلَّ فيه، فمن (٢) بيانيَّة، أو المراد الشَّخص نفسه فتكون سببيَّة، لكن في حديث ابنِ عمر عند الطَّبراني قال: رآني النَّبيُّ أسبلتُ إزاري، فقال: «يا ابن عمر كلُّ شيء يمسُّ (٣) الأرض من الثِّياب في النَّار» وحينئذٍ فلا مانع من حملِ حديث الباب على ظاهره، فيكون من وادي ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء: ٩٨] وهذا الإطلاقُ محمولٌ على ما ورد من قيد (٤) الخُيلاء، وقد نصَّ الشَّافعيُّ على أنَّ التَّحريم مخصوصٌ بالخيلاء، فإن لم يكن للخُيلاء كره للتَّنزيه. وقال في «فتح الباري»: قوله: في النَّار، وقع في رواية النَّسائيِّ من طريق أبي يعقوب -وهو عبد الرَّحمن بن يعقوب- سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسولُ الله : «ما تحتَ الكعبين من الإزار ففي النَّار» بزيادة فاء. قال: وكأنَّها دخلت لتضمين (٥) ما معنى الشرط، أي:


(١) «هذا»: ليست في (د).
(٢) في (د): «ومن».
(٣) هكذا في (د)، وهو الموافق لما في الطبراني (١٢/ ٣٨٧)، وفي غيرها: «لمس».
(٤) في (د): «قيل».
(٥) في (د): «لتصير».

<<  <  ج: ص:  >  >>