للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اشتراكُ جميع الصحابة في هذه الفضيلة؛ فإنَّ رُجحان أبي بكر عُرِفَ مِن غير ذلك، وأُخُوَّةُ الإسلام ومودَّتُه متفاوتةٌ بين المسلمين في نصر الدين، وإعلاء كلمة الحقِّ، وتحصيل كثرة الثواب، ولأبي بكر مِن ذلك أكثرُه وأعظمُه (١).

وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ) بنُ سعيدٍ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ) الثقفيُّ (عَنْ أَيُّوبَ) السَّختيانيِّ (مِثْلَهُ) أي: مثلَ الحديث السابق.

٣٦٥٨ - وبه قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ قال: (أَخْبَرَنَا) ولأبي ذرٍّ: «حدَّثنا» (حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ) بنِ درهمٍ الجَهْضَميُّ (عَنْ أَيُّوبَ) السَّختيانيِّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) بضمِّ الميم مصغَّرًا، أنَّه (قَالَ: كَتَبَ أَهْلُ الكُوفَةِ) أي: بعضُهم، وهو عبدُ الله بنُ عُتبةَ بنِ مسعودٍ، وكان ابنُ الزبير جعلَه على قضاء الكوفة كما أخرجه أحمدُ (إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ) عبدِ الله (فِي) مسألة (الجَدِّ) وميراثِه (فَقَالَ) ابنُ الزبير (٢) مُجيبًا لابنِ عُتبةَ: (أَمَّا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ ) فيه: (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلًا؛ لَاتَّخَذْتُهُ) فإنَّه (أَنْزَلَهُ أَبًا) أي: أنزلَ الجدَّ منزلةَ الأبِ في استحقاق (٣) الميراث، وفيه أنَّه أفتاهم بمثل قولِ أبي بكرٍ، وسيأتي إن شاء الله تعالى مزيد لذلك في «باب ميراث الجد مع الإخوة» في (٤) «كتاب الفرائض» [خ¦٨٥/ ٩ - ١٠٠٠٢] (يَعْنِي) ابنُ الزبير بالذي أنزل الجدَّ أبًا (أَبَا بَكْرٍ) الصديق (٥)، والغرضُ منه هنا قوله: «لو كنتُ متَّخِذًا خليلًا»، وقد أشعر هذا بأنَّ درجةَ الخُلَّة أرفعُ مِن درجة المحبَّة، وقد ثبتتْ محبَّتُه لجماعةٍ مِن أصحابِه كأبي بكرٍ وفاطمةَ، ولا يعكِّرُ عليه اتِّصافُ إبراهيمَ بالخُلَّة ومحمَّدٍ بالمحبَّة، فتكونُ المحبَّةُ أرفعَ مِن رُتبة الخُلَّة؛ إذ محمَّد قد ثبتتْ له الخُلَّة أيضًا كما في حديث ابن مسعود عند مسلمٍ: «وقد


(١) في (م): «أكثر وأعظم».
(٢) قوله: «في مسألة الجد … »: ليس في (م).
(٣) في غير (ب) و (د): «استحقاقه».
(٤) في (ب) و (د) و (س): «من».
(٥) «الصديق»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>