للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بذلك سرعة النَّصْرِ والظَّفر (١) (وَ) يا (هَازِمَ الأَحْزَابِ) وحده لا غيره (٢) (اهْزِمْهُمْ، وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ) فأنت المنفرد (٣) بالفعل من غير حولٍ منَّا ولا قوَّةٍ، أو أنَّ المراد التوسُّل إليه بنعمه، وأشار بالأُولى (٤) إلى نعمة الدِّين بإنزال الكتاب، وبالثَّانية (٥) إلى نعمة الدُّنيا وحياة النُّفوس بإجراء السَّحاب الَّذي جعله سببًا في نزول الغيث والأرزاق، وبالثَّالثة إلى أنَّه حصَّل حفظ النِّعمتين، فكأنَّه قال: اللَّهمَّ كما أنعمت بعظيم نعمتك الأخرويَّة والدُّنيويَّة وحفظهما فأبقهما، وقد وقع هذا السَّجع اتِّفاقًا من غير قصدٍ.

وبقيَّة مباحث الحديث تأتي إن شاء الله تعالى في «باب لا تمنَّوا (٦) لقاء العدوِّ» [خ¦٣٠٢٥].

(١١٣) (بابُ اسْتِئْذَانِ الرَّجُلِ) من الرَّعيَّة (الإِمَامَ) في الرُّجوع أو التَّخلُّف عن الخروج في الغزو (لِقَوْلِهِ) زاد في روايةٍ: «﷿»: (﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ﴾) الكاملون في الإيمان (﴿الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ﴾) من صميم قلوبهم (﴿وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ﴾) كتدبير أمر الجهاد والحرب (﴿لَمْ يَذْهَبُوا﴾) عن حضرته (﴿حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ﴾) فيأذن لهم، واعتباره في كمال الإيمان؛ لأنَّه كالمصداق لصحَّته والمميِّز للمخلِص فيه عن المنافق (﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ﴾ [النور: ٦٢] إِلَى آخِرِ الآيَةِ) (٧) يفيد: أنَّ المستأذن مؤمنٌ لا محالة، وأنَّ الذَّاهب بغير إذنه ليس كذلك، وفيه: أنَّ الإمام إذا جمع النَّاس لتدبير أمرٍ من أمور المسلمين ألَّا يرجعوا إلَّا بإذنه، وكذلك إذا خرجوا للغزو لا ينبغي لأحدٍ أن يرجع بغير إذنه، ولا يخالف أمير السَّريَّة، لا يقال: لا يستأذن غيره


(١) زيد في (د): «والنَّصر».
(٢) في (ب) و (د): «لا غَيْر».
(٣) في (د): «المتفرِّد».
(٤) في (د ١) و (ص) و (م): «بالأوَّل».
(٥) في (د ١) و (ص) و (م): «بالثَّاني».
(٦) في (د): «لا تتمنَّوا».
(٧) قوله: «إن الذين … آخر الآية» ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>