للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التَّواضع: (لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى) وعند أبي سعيدٍ (١) [خ¦٢٤١٢]: «لا تخيِّروا بين الأنبياء» أي: من تلقاء أنفسكم، فإنَّ ذلك قد يفضي إلى العصبيَّة، فينتهز الشَّيطان عند ذلك فرصَةً فيدعوكم إلى الإفراط والتَّفريط، فتطرون الفاضل فوق حقِّه وتبخسون المفضول حقَّه، فتقعون في مَهْوَاةِ الغيِّ، فلا تُقْدِمُوا على ذلك بآرائكم، بل بما آتاكم الله من البيان (فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ) يوم القيامة (فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ) بعد النَّفخة الأخيرة (فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ) آخذٌ (بِجَانِبِ العَرْشِ) بقوَّةٍ، وفي حديث أبي سعيدٍ: «آخذٌ بقائمةٍ من قوائم العرش» [خ¦٢٤١٢] (فَلَا أَدْرِي: أَكَانَ فِيمَنْ) ولأبي ذرٍّ: «ممَّن» (صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي؟) ثبت لفظ «قبلي» في الفرع، وسقطت من أصله (أَو كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللهُ) ﷿ في قوله تعالى: ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللهُ﴾ [الزمر: ٦٨] فلم يُصعَق، فحُوسِب بصعقة الطُّور فلم يُكلَّف صعقةً أخرى.

٣٤٠٩ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ) الأويسيُّ قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ) بسكون العين، ابن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ الزُّهريُّ القرشيُّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ (عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ) (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : احْتَجَّ) أي: تحاجَّ (آدَمُ وَمُوسَى) بأشخاصهما، أو التقت أرواحهما في السَّماء فوقع التَّحاجُّ (٢) بينهما، ويحتمل وقوع ذلك في حياة موسى (فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ) وهي أَكْلُكَ من الشَّجرة الَّتي نُهيت عنها بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ [البقرة: ٣٥] (مِنَ الجَنَّةِ. فَقَالَ لَهُ آدَمُ:


(١) في غير (د): «وفي حديث أبي سعيدٍ عند»، ثمَّ وقع بياضٌ، و «عند»: ليس في (م).
(٢) في (م): «الحجاج».

<<  <  ج: ص:  >  >>