للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأُجيب بأنَّ ما جُعِل في مقابلة التَّهليل من عتق الرِّقاب يزيد على فضل التَّسبيح وتكفير الخطايا؛ إذ ورد «أنَّ من أعتق رقبةً أعتق الله بكلِّ عضوٍ منها عضوًا منه من النَّار» فحصل بهذا العِتق تكفير جميع الخطايا عمومًا بعدما ذكره خصوصًا (١) مع زيادة مئة درجةٍ، ويؤيِّده حديث: «أفضلُ الذِّكر التَّهليل» وأنَّه أفضل ما قاله هو والنَّبيُّون من قبله، ولأنَّ التَّهليل صريحٌ في التَّوحيد، والتَّسبيح متضمِّنٌ له، ومنطوق «سبحان الله» تنزيهٌ ومفهومه توحيدٌ، ومنطوق «لا إله إلَّا الله» توحيدٌ ومفهومه تنزيهٌ، فيكونُ أفضل من التَّسبيح؛ لأنَّ التَّوحيد أصلٌ والتَّنزيه ينشأُ عنه.

والحديثُ أخرجهُ التِّرمذيُّ في «الدَّعوات» والنَّسائيُّ في «اليوم واللَّيلة» وابن ماجه في «ثواب التَّسبيح».

٦٤٠٦ - وبه قال: (حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ) أبو خيثمة النَّسائيُّ -بالنون والمهملة- الحافظ نزيل بغداد قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ) تصغير فضل، محمد الضَّبيُّ (عَنْ عُمَارَةَ) بضم المهملة وتخفيف الميم، ابن القعقاعِ (عَنْ أَبِي زُرْعَةَ) هَرِمِ بنِ عَمرو بن جريرٍ البجليِّ الكوفيِّ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) (عَنِ النَّبِيِّ ) أنَّه (قَالَ: كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ) أي: كلامان، من إطلاق الكلمةِ على الكلام، والخفَّة مستعارة من السُّهولة (عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ) حقيقةً (فِي المِيزَانِ) لأنَّ الأعمالَ تجسَّم أو (٢) الموزون صَحَائفها، لحديثِ البطاقةِ المشهور (حَبِيبَتَانِ) أي: محبوبتانِ (إِلَى الرَّحْمَنِ) أي: يُحبُّ قائلهما، فيُجزل (٣) له من مكارمهِ ما يليقُ بفضلهِ، وخصَّ لفظ «الرَّحمن» إشارة إلى بيانِ سعةِ رحمتهِ حيث يُجازي على العملِ القليل بالثَّواب الجَّزيل (سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ) كذا هنا بتقديمِ «سبحان الله العظيم» على «سبحان الله وبحمدِه» وكرَّر التَّسبيح طلبًا للتَّأكيد، واعتناءً بشأنه.


(١) «عمومًا بعد ما ذكره خصوصًا»: ليست في (د).
(٢) في (ص): «و».
(٣) في (د): «فيجز».

<<  <  ج: ص:  >  >>