عن ابنِ عبَّاس: كان يلتُّ السَّويق على الحجرِ فلا يشرب منه أحدٌ إلَّا سمن، فعبدوهُ. وسقطَ لغير أبي ذرٍّ «في قولهِ».
٤٨٦٠ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنديُّ قال: (أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ) الصَّنعانيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) بعين ساكنة بين فتحتين، ابن راشدٍ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمد بن مسلمِ ابنِ شهابٍ (عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بنِ عوفٍ الزهريِّ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁) أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَنْ حَلَفَ) بغيرِ الله (فَقَالَ فِي حَلِفِهِ) بفتح المهملة وكسر اللام، يمينهِ (١): (وَاللَّاتِ وَالعُزَّى) كيمين المشركين (فَلْيَقُلْ) متداركًا لنفسه: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) المبرأُ من الشِّركِ، فإنَّه قد ضَاهى بحلفهِ بذلك الكفَّارَ حيث أشركهُما باللهِ في التَّعظيمِ؛ إذ الحلفُ يقتضِي تعظيمَ المحلوفِ به، وحقيقة العظمةِ مختصَّة بالله تعالى، فلا يُضاهَى به مخلوقه. قال ابن العربيِّ: من حلفَ بهما جادًّا فهو كافرٌ، ومن قال جاهلًا أو ذاهلًا يقول كلمةَ التَّوحيدِ تكفِّرُ عنه، وتردُّ قلبهُ عن السَّهو إلى الذِّكرِ، ولسانهُ إلى الحقِّ، وتنفِي عنه ما جَرى به من اللَّغو (وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ) بفتح اللام (أُقَامِرْكَ) بالجزم جواب الأمر (فَلْيَتَصَدَّقْ) أي: بشيءٍ، كما في «مسلم»؛ ليكفِّر عنه ما اكتسبهُ من إثمِ دعائه صاحبهُ إلى معصيَةِ القمار المحرَّمِ بالاتِّفاقِ، وقَرَن القمارَ بذكرِ الحلفِ باللَّاتِ والعزَّى؛ لكونهما من فعلِ الجاهليَّةِ.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «النُّذور»[خ¦٦٦٥٠] و «الأدبِ»[خ¦٦١٠٧] و «الاستئذان»[خ¦٦٣٠١]، ومسلم وأبو داود والتِّرمذيُّ في «الأيمان والنُّذور»، وابنُ ماجه في «الكفَّارات».
(٣) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ تعالى: (﴿وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ [النجم: ٢٠]) ﴿الْأُخْرَى﴾ صفةٌ لـ «مناةَ»، وقال أبو البقاء: ﴿الْأُخْرَى﴾ توكيدٌ؛ لأنَّ الثَّالثة لا تكونُ إلَّا أُخرى. وقال الزَّمخشريُّ: