للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ) قال ابن جريج: (فَأَخْبَرَنِي) بالفاء والإفراد، ولأبوي ذرٍّ والوقتِ: «وأَخْبرني» (أَبُو الزُّبَيْرِ) محمَّد بنُ مسلمٍ المكيُّ، بالسَّند السَّابق: (أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ) ولأبي الوقتِ «فقالَ» (أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُوا) أي: من الحوتِ فأكلنَا (فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ، فَقَالَ: كُلُوا رِزْقًا أَخْرَجَهُ اللهُ) لكم (أَطْعِمُونَا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ) منه شيءٌ (فَآتَاهُ) بالمد، أي: أعطاهُ (بَعْضُهُمْ) وللأَصيليِّ -ونسبها في «الفتح» لابن السَّكن-: «فأتاهُ بعضُهُم (١) بعضُوٍ منهُ» (فَأَكَلَهُ) وفيه: حِلُّ ميتة السَّمكِ، وغير ذلك ممَّا لا يخفَى.

وفي هذه السَّريَّة كان عمرُ بن الخطَّاب، وقد روِّينا حديثها في «الغيلانياتِ»، وفيه: أنَّهُ لمَّا أصابهُم الجوعُ قال قيسُ بنُ سعد: من يشتري منِّي تمرًا بجُزُر، يُوْفيني الجُزُر ههنا وأوفِّيه التَّمر بالمدينةِ، فجعلَ عمرُ يقول: واعجباهُ لهذا الغلام، لا مالَ له يدينُ فيما لغيرهِ، وأنَّه ابتاعَ خمسَ جزائرَ كل جزورٍ بوسقٍ من تمرٍ، فنحرها لهم في مواطن ثلاثةٍ كلَّ يومٍ جزورًا، فلمَّا كان اليوم الرَّابعُ نهاهُ أميره أبو عُبيدة (٢) فقال: أتريدُ أن تخفرَ ذمَّتكَ ولا مالَ لكَ؟ فلمَّا قدمَ قيسٌ لقيه سعدٌ، فقال: ما صنعتَ في مجاعةِ القومِ؟ قال: نحرتُ، قال: أصبتَ، قال: ثمَّ ماذا؟ قال: نحرتُ، قال: أصبتَ (٣)، قال: ثم ماذا؟ قال: نُهيت، قال: ومن نهاكَ؟ قال: أبو عُبيدة أميري، قال: ولم؟ قال: زعمَ أن لا مالَ لي وإنَّما المالُ لأبيكَ، قال: فلكَ أربعُ حوائط أدناها حائطٌ تجدُ منهُ خمسينَ وسقًا … الحديث بطوله، اقتصرتُ منه على المراد.

(٦٦) (حَجُّ أَبِي بَكْرٍ) الصِّدِّيقُ (بِالنَّاسِ (٤) سَنَةِ تِسْعٍ) من الهجرةِ.


(١) الذي في اليونينية أنَّ في رواية الأصيلي: «بعُضْوٍ» بدل: «بعضهم».
(٢) قوله: «أبو عُبيدة »: ليست في (س).
(٣) في (س) زيادة: «قال: ثم ماذا؟ قال: نحرت. قال: أصبت».
(٤) في (س) زيادة: «في».

<<  <  ج: ص:  >  >>