للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحديث الباب أخرجه أيضًا في «التَّوحيد» [خ¦٧٣٨٢].

(٤) (باب قَوْلِهِ) تعالى: (﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ﴾) النَّفخة الأُولى، وقرأَ الحسن بفتح الواو جمع: صورة، وفيه ردٌّ على ابن عطيَّة حيث قال: إنَّ الصُّور هنا يتعيَّن أن يكونَ القَرن (١)، ولا يجوز أن يكون جمع صُورة (﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ﴾) خرَّ ميتًا أو مغشيًّا عليه (﴿إِلَّا مَن شَاء اللهُ﴾) متَّصل، والمستثنى قيل: جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ؛ فإنَّهم يموتونَ بعدُ، وقيل: حملةُ العرشِ، وقيل: رضوانٌ والحورُ والزَّبانيةُ، وقال الحسنُ: البارِي تعالى، فالاستثناءُ منقطعٌ، وفيه نظرٌ من حيث قوله: ﴿مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ﴾ فإنَّه لا يتحيَّزُ (﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى﴾) ﴿أُخْرَى﴾ هي القائمةُ مقامَ الفاعلِ، وهي في الأصلِ صفةٌ لمصدرٍ محذوفٍ، أي: نفخةٌ أخرى، أو (٢) القائم مَقامه الجار (﴿فَإِذَا هُم قِيَامٌ﴾) قائمونَ من قبورِهم حالَ كونهم (﴿يَنظُرُونَ﴾ [الزمر: ٦٨]) البعثَ، أو أمرَ الله فيهم، واختلفَ في الصَّعقة، فقيل: إنَّها غيرُ الموتِ؛ لقوله تعالى في موسى: ﴿وَخَرَّ موسَى صَعِقًا﴾ [الأعراف: ١٤٣] وهو (٣) لم يمُت، فهذه النَّفخةُ تورثُ الفزعَ الشَّديدَ، وحينئذٍ فالمراد من نفخِ الصَّعقةِ ونفخِ الفزعِ واحدٌ، وهو المذكورُ في النَّمل في قولهِ تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ﴾ [النمل: ٨٧] وعلى هذا فنفخُ الصُّورِ مرَّتان (٤) فقط، وقيل: الصَّعقةُ الموتُ، فالمرادُ بالفزعِ كيدودةِ الموتِ من الفزعِ وشدَّة الصَّوتِ، فالنَّفخة ثلاث مرَّاتٍ: نفخةُ الفزعِ المذكورة في النَّمل، ونفخةُ الصَّعق، ونفخةُ القيامِ، وسقطَ «باب» لغير أبي ذرٍّ، وله: «﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى﴾ … » [الزمر: ٦٨] إلى آخره.


(١) في (م): «القران».
(٢) في (ص): «و».
(٣) في (د): «فهو».
(٤) في (م) و (ص) و (د): «مرتين».

<<  <  ج: ص:  >  >>