للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحبرَهُم وصاحِبَ مِدْرَاسهم (١)، وكان النَّبيُّ -فيما ذكره ابن سعد- دعاهُم إلى الإسلامِ وتلا عليهم القرآنَ فامتنعوا، فقال: إن أنكرتُم ما أقولُ فهلمَّ أباهلكُم (قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا) قيل: هو السَّيِّد (لِصَاحِبِهِ) العاقبُ، وقيل: العاقبُ الذي قال للسَّيِّد: (لَا تَفْعَلْ) ذلك (فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا) بتشديد النونِ، وللكُشمِيهنيِّ «فلاعننا» بإظهار النون (لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا) ثمَّ (قَالَا) بعد أن انصرفَا (٢) ولم يُسلمَا، ورجعَا وقالا: إنَّا لا نباهلُكَ، فاحكُم علينَا بما أحببتَ ونصالحكَ، فصالحهُمْ على ألفِ حلَّة في رجب، وألفِ حلَّة في صفَر، ومع كلِّ حلَّة أوقيَّةٌ (إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا، وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا، وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا، فَقَالَ) : (لأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، فَاسْتَشْرَفَ لَهُ) أي: لقوله (أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ) : (قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ، فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللهِ : هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ).

٤٣٨١ - وبه قال: (حَدَّثَنَي) بالإفراد لأبي ذرٍّ، ولغيره بالجمع (٣) (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بندار العبديُّ قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) غندَرٌ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ) السَّبيعيَّ (عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ) بضم الزاي وفتح الفاء بعدها راء (عَنْ حُذَيْفَةَ) بنِ اليمانِ () أنَّه (قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ) العاقبُ والسَّيِّد ومن معهما (إِلَى النَّبِيِّ ، فَقَالُوا: ابْعَثْ لَنَا رَجُلًا أَمِينًا، فَقَالَ: لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ) فيه توكيدٌ، والإضافة فيه نحو: إنَّ زيدًا لعالمٌ حقَّ عالمٍ، أي: عالمٌ حقًا (فَاسْتَشْرَفَ لَهُ النَّاسُ) وللأربعةِ «لها» أي: للإمارةِ، ورغبوا


(١) في (د): «مدارسهم».
(٢) في (ص) زيادة: «ورجعا».
(٣) قوله: «لأبي ذر ولغيره بالجمع»: ليست في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>