يرسُف في قيودِه، وقد خرجَ من أسفل مكَّة حتَّى رمى بنفسه بين أظهُر المسلمينَ (وَلَمْ يَأْتِ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ المُدَّةِ وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَجَاءَتِ المُؤْمِنَاتُ) حال كونهنَّ (مُهَاجِرَاتٍ) في أثناء مدة الصُّلح (فَكَانَتْ) ولأبي ذرٍّ «وكانت» (أُمُّ كُلْثُومٍ) بضم الكاف والمثلثة بينهما لام ساكنة (بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهْيَ عَاتِقٌ) بالمثناة الفوقية، أي: شابَّةٌ أو أشرفَت على البُلوغِ (فَجَاءَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَنْ يَرْجِعَهَا) بفتح التحتية (إِلَيْهِمْ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِي المُؤْمِنَاتِ مَا أَنْزَلَ) من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ﴾ [الممتحنة: ١٠] أي: لا ترُدُّوهنَّ إلى أزواجهنَّ المشركين، فنقَضَ العهدَ بينه وبين المشركين في النِّساء خاصَّةً.
(قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) محمد بن مسلمٍ، بالإسناد السَّابق: (وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ ﵂ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ) سقط قولُه: «زوجَ النَّبيِّ … » إلى آخره لأبي ذرٍّ (قَالَتْ) ولأبي ذرٍّ «أَخْبرته»: (إنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ المُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الآيَةِ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ﴾ [الممتحنة: ١٢]) وسقط لفظ «﴿يُبَايِعْنَكَ﴾» في نسخة، ولأبوي ذرٍّ والوقتِ وابنِ عساكرٍ «﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ﴾» [الممتحنة: ١٠] بدل: «﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ﴾» الآية السَّابقة.
(وَعَنْ عَمِّهِ) عطفٌ على قوله: «حدَّثني ابن أخي ابنِ شهابٍ، عن عمِّه»، وهو موصولٌ بالإسناد السَّابق (قَالَ: بَلَغَنَا حِينَ أَمَرَ اللهُ رَسُولَهُ ﷺ أَنْ يَرُدَّ إِلَى المُشْرِكِينَ مَا أَنْفَقُوا عَلَى مَنْ هَاجَرَ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ) وثبتَ (١) لفظ «على» لأبي ذرٍّ (وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا بَصِيرٍ … ) فَذَكَرَهُ، أي: الحديثَ (بِطُولِهِ) كما هو مذكورٌ آخر «كتاب الصلح» [خ¦٢٧٣٣].
(١) في (د): «وسقط».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute