للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لهما حفرةً فرجموهما، فلقد رأيت الرَّجم في غير بني آدم، ورواه البخاريُّ أيضًا في «تاريخه الكبير» فقال: قال لي نُعيم بن حمَّادٍ: أخبرنا هُشَيمٌ عن أبي بَلْج (١) وحُصَينٍ عن عمرو بن ميمونٍ قال: رأيت في الجاهليَّة قِرْدةً اجتمع عليها قِرَدَةٌ، فرجموها ورجمتها معهم، وليس فيه: «قد زنت» وقول ابن الأثير في «أُسْد الغابة» كابن عبد البرِّ: إنَّ القصَّة بطولها -يعني: المرويَّة عند الإسماعيليِّ المذكورة- تدور على عبد الملك بن مسلمٍ عن عيسى بن حطَّان وليسا ممَّن يُحتَجُّ بهما، وهذا عند جماعةٍ من أهل العلم مُنكَرٌ؛ لإضافة الزِّنى إلى غير مُكلَّفٍ، وإقامة الحدود على البهائم، ولو صحَّ ذلك (٢) لكان من الجنِّ؛ لأنَّ العبادات والتَّكليفات (٣) في الجنِّ والإنس دون غيرهما، أُجيب عنه بأنَّه لا يلزم من كون عبد الملك وابن حطَّان مطعونًا فيهما ضعفُ روايةِ البخاريِّ للقصَّة عن غيرهما، بل مقويَّةٌ وعاضدةٌ لرواية الإسماعيليِّ المذكورة، وبأنَّه لا يلزم من كون صورة الواقعة (٤) صورة الزِّنى أن يكون ذلك زنًى حقيقةً ولا حدًّا، وإنَّما أُطلِق ذلك عليه لشبهه به، فلا يستلزم ذلك إيقاع التَّكليف على الحيوان.

٣٨٥٠ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيَيْنَةَ (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضمِّ العين مُصغَّرًا، ابن أبي يزيد المكِّيِّ مولى آل قارظ بن شيبة الكنانيِّ، وثَّقه ابن المدينيِّ، أنَّه (سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: خِلَالٌ مِنْ خِلَالِ الجَاهِلِيَّةِ) بالخاء المعجمة فيهما، أي: خصالٌ (٥) من خصال الجاهليَّة: (الطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ) أي: القدح فيها بغير علمٍ (وَالنِّيَاحَةُ) بكسر النُّون على


(١) في الأصول: «أبي المليح» وهو تصحيف، والتصحيح من التاريخ الكبير وغيره.
(٢) «ذلك»: من (ص) و (م).
(٣) في (ص): «التَّكاليف».
(٤) زيد في (م): «من».
(٥) «خصالٌ»: ليس في (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>