(١٢)(بابُ قَوْلِ اللهِ (١) تَعَالَى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ﴾) في القرآن (﴿إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ﴾ [مريم: ٥٤]) قال ابن جريج: لم يَعِدْ ربَّه عِدَة إلَّا أنجزها. قال ابن كثيرٍ: يعني: ما التزم عبادةً قطُّ بنذرٍ إلَّا قام بها ووفَّاها حقَّها. وعند ابن جريرٍ عن سهل بن عقيلٍ: أنَّ إسماعيل وعد رجلًا مكانًا أن يأتيه، فجاء ونسي الرَّجل، فظلَّ به إسماعيل وبات حتَّى جاء الرَّجل من الغد، فقال: ما برحت من ههنا؟ قال: لا. قال: إنِّي نسيتُ. قال: لم أكن لأبرح حتَّى تأتيني، فلذلك كان صادق الوعد. وقال سفيان الثَّوريُّ: بلغني أنَّه أقام في ذلك المكان ينتظره حولًا حتَّى جاءه. وقال ابن شَوْذَب: بلغني أنَّه اتَّخذ ذلك الموضع مسكنًا، وناهيك أنَّه وَعَدَ الصَّبرَ على الذَّبح، حيث قال ﴿سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ [الصافات: ١٠٢] فوفى به.
٣٣٧٣ - وبه قال:(حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) أبو رجاءٍ الثَّقفيُّ مولاهم البلخيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَاتِمٌ) بالحاء المهملة وكسر الفوقيَّة، ابن إسماعيل الكوفيُّ (عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ) بضمِّ العين مصغَّرًا، مولى سلمة بن الأكوع (عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ﵁) أنَّه (قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ) ولأبي ذَرٍّ: «رسول الله»(ﷺ عَلَى نَفَرٍ) عدَّةٍ من رجالٍ، من ثلاثةٍ إلى عشرةٍ (مِنْ أَسْلَمَ) القبيلة المعروفة حال كونهم (يَنْتَضِلُونَ) بالضَّاد المعجمة، يترامون على سبيل المسابقة (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ) يا بني إسماعيل بن إبراهيم الخليل (فَإِنَّ أَبَاكُمْ) إسماعيل، وأطلق عليه أبًا مجازًا، لأنَّه جدُّهم الأبعد (كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ) يعني: ابن