للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥١٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن يحيى الأويسيُّ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (سُلَيْمَانُ) بن بلالٍ (عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) بن أبي نَمِرٍ - بفتح النُّون وكسر الميم بعدها راءٌ- المدنيِّ التَّابعيِّ (أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَالِكٍ) ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ: «سمعت أنس بن مالكٍ » (يَقُولُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ) بضمِّ الهمزة (بِرَسُولِ اللهِ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ: إِنَّهُ جَاءَهُ) بكسر الهمزة، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «أنَّه» بفتح الهمزة «جاء» بإسقاط الضَّمير (ثَلَاثَةُ نَفَرٍ) كذا في الفرع كأصله، وقال في «الفتح»: في رواية الكُشْمِيهَنيِّ: «إذ جاءه» بدل «إنَّه» قال: والأوَّل أولى، والنَّفر الثَّلاثة لم أقف على أسمائهم صريحًا، لكنَّهم من الملائكة، لكن في رواية ميمون بن سياهٍ عن أنسٍ عند الطَّبريِّ (١): «فأتاه جبريل وميكائيل» (قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهْوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ) محمَّدٌ؟ وقد رُوِي أنَّه كان نائمًا معه حينئذٍ عمُّه حمزة بن عبد المطَّلب وابن عمِّه جعفر بن أبي طالبٍ (فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُمْ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «فقال أحدهم» أي: أحد النَّفر الثَّلاثة: (خُذُوا خَيْرَهُمْ) للعروج به إلى السَّماء (فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ) أي: فكانت تلك القصَّة الواقعة تلك اللَّيلة ما ذُكِر هنا، فالضَّمير المستتر في «كانت» لمحذوفٍ، وكذا خبر «كان» (فَلَمْ يَرَهُمْ) بعد ذلك (حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى) لم يعيّن المدَّة بين المجيئين، فيُحمَل على أنَّ المجيء الثَّاني كان بعد أن أُوحِي إليه، وحينئذٍ وقع الإسراء والمعراج، وإذا كان بين المجيئين مدَّةٌ فلا فرق بين أن تكون تلك المدَّة ليلةً واحدةً، أو ليالي كثيرةً، أو عدَّة (٢) سنين، وبهذا يحصل الجواب عمَّا استشكله الخطَّابيُّ وابن حزمٍ وعبد الحقِّ وعياضٌ والنَّوويُّ من قوله: «قبل أن يُوحَى إليه» ونسبتهم رواية شريكٍ إلى الغلط؛ لأنَّ المُجمَع عليه أنَّ فرض الصَّلاة كان ليلة الإسراء، فكيف يكون قبل أن


(١) في (د): «الطَّبرانيِّ»، وكذا في «الفتح» (١٣/ ٤٨٨).
(٢) في (ع): «عدد».

<<  <  ج: ص:  >  >>