للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العقرب، فحذف الأداة مبالغةً فحصل التَّشابه (فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ (١) اللهِ يُمْضِهِ) بضمِّ أوَّله، قال في «شرح المشكاة»: هذا الشَّرط ممَّا يقوله المتحقِّق لثبوت الأمر المدلِّ بصحَّته تقريرًا لوقوع الجزاء وتحقُّقه، ونحوه قول (٢) السُّلطان لمن تحت قهره: إن كنتُ سلطانًا انتقمتُ منك، أي: السَّلطنة مقتضيةٌ للانتقام، وقال القاضي عياضٌ: يحتمل أن يكون ذلك قبل البعثة فلا إشكال فيه، وإن كان بعدها ففيه ثلاث احتمالاتٍ؛ التَّردُّد هل هي زوجته في الدُّنيا والآخرة، أو في الآخرة فقط، أو أنَّه لفظُ شكٍّ لا يُراد به ظاهره وهو نوعٌ من البديع عند أهل البلاغة يسمُّونه: تجاهل العارف، وسمَّاه بعضهم: مزج الشَّكِّ باليقين، أو وجه التَّردُّد؛ هل هي رؤيا وحيٍ على ظاهرها وحقيقتها، أو رؤيا وحيٍ لها تعبيرٌ، وكِلا الأمرين جائزٌ في حقِّ الأنبياء. انتهى. قال في «الفتح»: الأخير هو المُعتمَد، وبه جزم السُّهيليُّ عن ابن العربيِّ، ثمَّ (٣) قال: وتعبيره باحتمال غيرها لا أرضاه، والأوَّل يردُّه أنَّ السِّياق يقتضي أنَّها كانت قد وُجِدت، فإنَّ ظاهر قوله: «فإذا هي أنت» يشعر بأنَّه كان قد رآها وعرفها (٤) قبل ذلك، والواقع أنَّها وُلِدت بعد البعثة، ويردُّ أوَّل الاحتمالات الثَّلاثة رواية ابن حبَّان في آخر حديث الباب: هي زوجته (٥) في الدُّنيا والآخرة، والثَّاني بعيدٌ.

٣٨٩٦ - وبه قال: (حَدَّثَنَا) بالجمع (٦)، ولغير أبي ذرٍّ «حدَّثني» (عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) بضمِّ العين مُصغَّرًا، من غير إضافةٍ، الهَبَّاريُّ القرشيُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُوأُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير أنَّه (قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ) أمُّ المؤمنين (قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ ) من


(١) في (م): «قِبَل»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
(٢) في (م): «قال».
(٣) في (م): «انتهى».
(٤) زيد في غير (س): «من».
(٥) في (ب) و (س): «زوجتك».
(٦) «بالجمع»: ليس في (ص) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>