للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنِي) بالإفراد (١) (إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ) عمِّه (مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ) الإمام في المغازي (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد أيضًا (عَبْدُ اللهِ بْنُ الفَضْلِ) بنِ العبَّاس بنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ ابنِ عبدِ المطَّلب الهاشميُّ المدنيُّ: (أنَّه سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ) (يَقُولُ: حَزِنْتُ) بكسر الزاي (عَلَى مَنْ أُصِيبَ) بالقتلِ (بِالحَرَّةِ) بفتح الحاء والراء المشددة المهملتين، عندَ الوقعةِ بها، سنة ثلاث وستين، لمَّا خلعَ أهلُ المدينةِ بيعةَ يزيدِ بنِ معاويةَ، فأرسلَ يزيدُ جيشًا كثيرًا فاستباحُوا المدينةَ، وقُتل من الأنصارِ خلقٌ كثيرٌ جدًّا (٢)، وكان أنس يومئذٍ بالبَصرة، فبلغهُ ذلك فحزنَ على من أصيبَ من الأنصارِ. قال أنسٌ: (فَكَتَبَ إِلَيَّ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَ) الحال أنَّه (بَلَغَهُ شِدَّةُ حُزْنِي) على من أصيبَ من الأنصارِ (يَذْكُرُ أنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ -وَشَكَّ ابْنُ الفَضْلِ) عبدُ اللهِ (فِي: أَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ-) هل ذكرهُم أم لا؟ وهو ثابتٌ عندَ مسلمٍ من غيرِ شكٍّ (فَسَأَلَ أَنَسًا بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ) قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: لم أعرفِ السَّائل، ويحتمل أن يكون النَّضر بن أنسٍ، فإنَّه روى حديثَ البابِ عن زيدِ بنِ أرقم (فَقَالَ: هُوَ) أي: زيدُ بنُ أرقم (الَّذِي يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ) فيه: (هَذَا الَّذِي أَوْفَى اللهُ) أي: صدق (لَهُ بِأُذُنِهِ) قال الكَرْمانيُّ: كأنَّه جعل أذنَه في السَّماع كالضَّامنةِ بتصديقِ ما سَمِعتْ، فلمَّا نزلَ القرآنُ بهِ صارتْ كأنَّها وافيةً بضمانِها، وزادَ في «النِّهاية»: خارجةٌ من (٣) التُّهمة فيما أدَّتْه إلى اللِّسان. وفي مرسلِ الحسن أنَّه أخذَ بأُذُنهِ فقال: «وفَّى الله بأُذُنِك يا غلامُ» وكان لمَّا حلَفَ له ابنُ أُبيٍّ قال لابنِ أرقم: «لعلَّه أخطأَ سمعُكَ» وللكُشمِيهنيِّ: «بأَذَنه» بفتح الهمزة والذال (٤)، أي: أظهرَ صدقَه فيمَا أخبرَ.

وهذا الحديثُ من أفرادِ البخاريِّ.

(٧) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ تعالى: (﴿يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا


(١) قوله: «بالإفراد»: ليست في (د).
(٢) قوله: «جدًّا»: ليس في (د).
(٣) في (س): «عن».
(٤) زاد في (ص): «المعجمة».

<<  <  ج: ص:  >  >>