من سائلٍ؟ هل من مستغفرٍ؟ (وَيَنَامُ سُدُسَهُ) الأخير ليستريح من نصب القيام في بقيَّة اللَّيل (وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا) وإنَّما صار ذلك أحبَّ إلى الله تعالى، من أجل الأخذ بالرِّفق على النُّفوس الَّتي يُخشَى منها السَّآمة الَّتي هي سببٌ إلى ترك العبادة، والله تعالى يحبُّ أن يديم فضله ويوالي إحسانه، قاله في «الكواكب»(قَالَ عَلِيٌّ) غير منسوبٍ، قال في «الفتح»: وأظنُّه ابن عبد الله المدينيَّ شيخ المؤلِّف (وَهْوَ) أي: قوله: «وينام سدسه»(قَوْلُ عَائِشَةَ) رضي الله تعالى عنها (مَا أَلْفَاهُ) بالفاء، أي: ما وجده ﷺ(السَّحَرُ) رفعٌ على الفاعليَّة، أي: لم يجئ السَّحر والنَّبيُّ ﷺ(عِنْدِي إِلَّا) وجده (نَائِمًا) بعد القيام، وهذا كلُّه ثابتٌ عند المُستملي والكُشْميهَنيِّ.
٣٤٢٠ - وبه قال:(حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) أبو رجاءٍ الثَّقفيُّ مولاهم البلخيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عيينة (عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ) المكِّيِّ (عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِي) الطَّائفيِّ أنَّه (سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو) يعني: ابن العاص (قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ)﵇(كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا) لِمَا فيه من المشقَّة (وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ) لأنَّ النَّوم بعد القيام يُريح البدن، ويُذهِب ضرر السَّهر.