للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما يلزمه إذا قتلها وهو محرمٌ؟ (فَقَالَ) أي: ابن عمر متعجِّبًا من كونهم يسألون عن الشَّيء الحقير، ويفرِّطون في الشَّيء الخطير (أَهْلُ العِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنِ الذُّبَابِ) بضمِّ المعجمة وبالمُوحَّدتين بينهما ألفٌ: ما يلزم المحرم إذا قتله؟ (وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللهِ ) الحُسينَ بضمِّ الحاء (وَقَالَ النَّبِيُّ : هُمَا) أي: الحَسَنان (رَيْحَانَتَايَ) بتاءٍ فوقيَّةٍ بعد النُّون بلفظ التَّثنية، ولأبي ذرٍّ: «ريحاني» (مِنَ الدُّنْيَا) بغير تاءٍ بلفظ الإفراد، ووجه التَّشبيه أنَّ الولد يُشَمُّ ويُقبَّل، وعند التِّرمذيِّ من حديث أنسٍ : أنَّ النَّبيَّ كان يدعو الحَسن والحُسين فيشمُّهما ويضمُّهما إليه، وعند الطَّبرانيِّ: «هما ريحانتاي من الدُّنيا أشمُّهما»، وقوله: «من الدُّنيا» كقوله : «حُبِّب إليَّ من دنياكم الطِّيب والنِّساء» أي: نصيبي، ويحتمل أن يكون ابن عمر أجاب السَّائل عن خصوص ما سأل عنه؛ لأنَّه لا يحلُّ له كتمان العلم، إلَّا إن حُمِل على أنَّ السَّائل كان متعنِّتًا.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الأدب» [خ¦٥٩٩٤]، والتِّرمذيُّ في «المناقب».

(٢٣) (بابُ مَنَاقِبِ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ) بفتح الرَّاء والمُوحَّدة وبعد الألف حاءٌ مُهمَلةٌ، وأمُّه حمامة، وكان صادق الإسلام طاهر القلب شحيحًا على دينه، وعُذِّب في الله عذابًا شديدًا فصبر وهان على قومه، فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكَّة، وهو يقول: أَحَدٌ أَحَدٌ، وكان أميَّة بن خلفٍ ممَّن يوالي على بلالٍ العذاب، فكان قتلُه على يد بلالٍ، فقال أبو بكرٍ أبياتًا منها:

هنيئًا زادك الرَّحمن خيرًا … فقد أدركت ثارَك يا بلالُ

وكان شديد الأدمة نحيفًا طِوَالًا خفيف العارضين، من مُولَّدي مكَّة، مولًى لبعض بني

<<  <  ج: ص:  >  >>