للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ) بسكون العين، ابنِ إبراهيم (١) بنِ عبد الرَّحمن بنِ عوفٍ، وسقط «ابنِ سعدٍ» لغير أبي ذرٍّ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بنِ عبدِ الله بنِ مسلم (عَنْ عَمِّهِ) محمَّد بنِ مسلمٍ الزُّهري، أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عُرْوَةُ) بنُ الزُّبير: (أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ (٢) كَانَ يَمْتَحِنُ) أي: يختَبر (مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ) من مكَّة إلى المدينة قبلَ عامِ الفتحِ (مِنَ المُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الآيَةِ) فيما يتعلَّق بالإيمانِ، ممَّا (٣) يرجع إلى الظَّاهر دون الاطِّلاع على ما في القُلوب، كما قالَ الله تعالى: ﴿اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ﴾ [الممتحنة: ١٠] فإنَّه المطَّلع على ما في قلوبهنَّ (بِقَوْلِ اللهِ) تعالى: (﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ﴾ إِلَى قَوْلِهِ ﴿غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [الممتحنة: ١٢]) وفي «الشُّروط» [خ¦٢٧١٣] كان يمتحنهنَّ بهذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ … إلى ﴿غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [الممتحنة: ١٠] وعن قتادةَ فيما أخرجه عبدُ الرَّزاق أنَّه كان يمتَحن من هاجر من النساء: بالله ما خرجتِ (٤) إلَّا رغبةً في الإسلامِ وحبًّا لله ورسولهِ. وزاد مجاهدٌ: ولا خرجَ بك عشقُ رجلٍ منَّا، ولا فِرار من زوجِك. وعند البزَّار: أنَّ الَّذي كان يحلفهنَّ عن أمرِ رسولِ الله له (٥) عمرُ بنُ الخطَّاب .

(قَالَ عُرْوَةُ) بالسَّند السَّابق: (قَالَتْ عَائِشَةُ) : (فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ) شرط الإيمان (مِنَ المُؤْمِنَاتِ) وفي الطَّبرانيِّ (٦) من طريقِ العَوفيِّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قال: كان امتحانهنَّ أن يشهدْنَ أنْ لا إله إلَّا الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وهذا لا يُنافي ما روي: أنَّه كان يمتحنَهنَّ بأنهنَّ ما خرجْنَ من بغضِ زوجٍ … إلى آخر ما ذكر؛ لأنَّه زيادةُ بيانٍ لقولهِ: ما خرجت إلَّا رغبةً في الإسلامِ، فإذا قالت ذلك (قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ : قَدْ بَايَعْتُكِ. كَلَامًا) أي: بالكلامِ لا باليدِ؛ كما كان يُبايع الرِّجال بالمصافَحة باليدينِ (وَلَا وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي المُبَايَعَةِ، مَا يُبَايِعُهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ) للمرأة (قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكِ) بكسر الكاف، قال في «الفتح»: وكأنَّ عائشةَ أشارتْ


(١) قوله: «ابن إبراهيم»: ليست في (ص).
(٢) في (م): «أن النبي».
(٣) في (د): «فيما».
(٤) في (م): «خرجنا».
(٥) قوله: «له»: ليست في (د).
(٦) في (م): «الطبري».

<<  <  ج: ص:  >  >>