للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(جَمَاعَةُ صُورَةٍ) أي: يوم يُنفَخ فيها فتحيا (كَقَوْلِهِ: سُورَةٌ وَسُوَرٌ) بالسِّين المهملة فيهما، قال ابن كثيرٍ: والصَّحيح أنَّ المراد بـ ﴿الصُّوَرِ﴾: القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل ؛ للأحاديث الواردة فيه.

وقوله: (﴿مَلَكُوتَ﴾) بفتح التَّاء في «اليونينيَّة» في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [الأنعام: ٧٥] أي: (مُلْكَ) وقيل: الواو والتَّاء زائدتان (مِثْلُ: رَهَبُوتٍ) كذا في نسخة «آل ملك» (١) بكسر ميم «مِثل» والإضافة لتاليه، والذي في «اليونينيَّة»: «مَثَلٌ» بفتح الميم والمثلَّثة (٢) وتنوين اللَّام، و «رَهَبُوتٌ» رفعٌ (خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ) (٣) أي: في الوزن (وَيَقُولُ: تُرْهَبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ) ولأبي ذرٍّ: «﴿مَلَكُوتَ﴾ ومُلكٌ رهبوتٌ رحموتٌ» والصَّواب: الأوَّل، فإنَّه فسَّر ﴿مَلَكُوتَ﴾ بمُلك، وأشار إلى أن وزن ﴿مَلَكُوتَ﴾ مثل رهبوتٍ ورحموتٍ، ويؤيِّده قول أبي عبيدة في تفسيره الآية حيث قال أي: ملك السَّموات والأرض، خرجت مخرج قولهم في المثل: رهبوتٌ خيرٌ من رحموتٍ، أي: رهبةٌ خير من رحمةٍ.

وقوله: ﴿فَلَمَّا﴾ (﴿جَنَّ﴾) ﴿عَلَيْهِ اللَّيْلُ﴾ [الأنعام: ٧٦] أي: (أَظْلَمَ).

وقوله: (﴿تَعَالَى﴾) ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الأنعام ١٠٠] أي: (علا) وهذا ثابتٌ لأبي ذرٍّ، ساقطٌ لغيره، كقوله: (﴿وَإِن تَعْدِلْ﴾) ﴿كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا﴾ [الأنعام: ٧٠] أي: (تُقْسِطْ) بضمِّ الفوقيَّة من الإقساط؛ وهو العدل، والضَّمير في ﴿إِن تَعْدِلْ﴾ يرجع إلى النَّفس الكافرة المذكورة قَبُل (لَا يُقْبَلُ مِنْهَا فِي ذَلِكَ اليَومِ) هو يوم القيامة؛ لأنَّ التَّوبة إنَّما تنفع في حال الحياة قبل الموت، وقوله «وإن تعدل … » إلى آخره ثابتٌ لأبي ذرٍّ (٤).

وفي قوله: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا﴾ [الأنعام: ٩٦] (يُقَالُ: عَلَى اللهِ حُسْبَانُهُ، أَيْ: حِسَابُهُ) كشُهْبَان وشِهَابٍ، أي: يجريان بحسابٍ متقنٍ مقدَّرٍ لا يتغيَّر ولا يضطرب، بل كلٌّ منهما له


(١) نسخة من الصحيح عاد إليها القسطلَّاني في أكثر من موضع لعلها تعود للأمير سيف الدين الحاج آل ملك (ت: ٧٤٧ هـ)، والله تعالى أعلم.
(٢) في (ل): «بفتحٍ، والمثلثة».
(٣) قوله: «كذا في نسخة آل ملك بكسر ميم مِثل … ورَهَبُوتٌ رفعٌ، خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ»، سقط من (د).
(٤) قوله: «وقوله: وإن تعدل … إلى آخره ثابتٌ لأبي ذرٍّ»، سقط من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>