للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي قوله: (﴿ذَرَأَ (١)﴾) ولأبي ذرٍّ: «﴿مِمِّا ذَرَأَ﴾» (﴿مِنَ الْحَرْثِ (٢)[الأنعام: ١٣٦]) قال: (جَعَلُوا للهِ مِنْ ثَمَرَاتِهِمْ وَمَالِهِمْ نَصِيبًا، وَلِلشَّيْطَانِ وَالأَوْثَانِ نَصِيبًا) ورُوِي: أنَّهم كانوا يصرفون ما عيَّنوه لله إلى الضِّيفان والمساكين، والذي لأوثانهم ينفقونه على سَدَنَتها، ثمَّ إن رأوا ما عيَّنوه لله أزكى؛ بذلوه لآلهتهم، وإن رأوا ما لآلهتهم أزكى؛ تركوه لها حبًّا لها (٣)، وفي قوله: ﴿مِمِّا ذَرَأَ﴾ تنبيهٌ على فرط جهالتهم، فإنَّهم أشركوا الخالق في خلقه جمادًا لا يقدر على شيءٍ، ثمَّ رجَّحوه عليه بأن جعلوا الزَّاكي له، وسقط لغير أبي ذر لفظ «﴿مِمِّا﴾» من قوله: ﴿مِمِّا ذَرَأَ﴾.

وقال ابن عبَّاس أيضًا في قوله تعالى: ﴿عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ (﴿أَكِنَّةً﴾) ﴿أَن يَفْقَهُوهُ﴾ [الأنعام: ٢٥]: (وَاحِدُهَا: كِنَانٌ) وهو ما يستر الشَّيء، وهذا ثابتٌ لأبي ذرٍّ عن المُستملي، ساقطٌ لغيره.

وفي قوله: (﴿أَمَّا﴾) بإدغام الميم في الأخرى وحذفها من الكتابة، ولأبي ذرٍّ: «أم ما» (﴿(٤) اشْتَمَلَتْ﴾) ﴿عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ﴾ [الأنعام: ١٤٣] (يَعْنِي: هَلْ تَشْتَمِلُ إِلَّا عَلَى ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى؟! فَلِمَ تُحَرِّمُونَ بَعْضًا وَتُحِلُّونَ بَعْضًا؟!) وهو ردٌّ عليهم في قولهم: ﴿وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا﴾ [الأنعام: ١٣٩].

وفي قوله: ﴿أَوْ دَمًا﴾ (﴿مَّسْفُوحًا﴾ [الأنعام: ١٤٥]) أي: (مُهْرَاقًا) يعني: مصبوبًا كالدَّم في العروق، لا كالكبد والطِّحال، و (٥) هذا ثابتٌ للكُشْميهنيِّ، ساقطٌ لغيره.

وفي قوله: (﴿وَصَدَفَ﴾ [الأنعام: ١٥٧]) أي: (أَعْرَضَ) عن آيات الله.

وفي قوله: (أُبْلِسُوا) من قوله تعالى: ﴿فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾ أي: (أُويِسُوا) بضمِّ الهمزة مبنيًّا للمفعول، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «أَيِسُوا» بفتح الهمزة وإسقاط الواو، مبنيًّا للفاعل، من أَيِسَ؛ إذا انقطع رجاؤه.


(١) في (د): «مما ذرأ لكم من الحرث».
(٢) ﴿مِنَ الْحَرْثِ﴾: ليس في (د).
(٣) «لها»: ليس في (ص).
(٤) زيد في (ص): «أما».
(٥) «الواو»: ليس في (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>