للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذراعٍ، وعرضه خمسين (١) ذراعًا (﴿يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ﴾) أي: يسقط، فاستُعِيرت الإرادة للمُشارَفَة، وإلَّا فالجدار لا إرادة له حقيقةً، وكان أهل القرية يمرُّون تحته على خوفٍ (قَالَ الخَضِرُ بِيَدِهِ) أي: أشار بها، وفي روايةٍ: «قال: فمسحه (٢) بيده» [خ¦٢٢٦٧] (﴿فَأَقَامَهُ﴾) وقِيلَ: نقضه وبناه، وقِيلَ: بعمودٍ عمده به، وفيه (٣) إطلاق القول على الفعل، وفي رواية أبي ذرٍّ عن (٤) المُستملي: «﴿يُرِيدُ (٥) أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ﴾» (﴿قَالَ﴾ (٦) مُوسَى) وفي رواية غير أبي ذَرٍّ: «فقال له موسى» أي: للخضر (﴿لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ﴾) بهمزة وصلٍ وتشديد التَّاء وفتح الخاء، على وزن «افتعلت» من «تَخِذ»، كاتَّبع من تَبِع، وليس من الأخذ عند البصريِّين، وفي رواية أبي ذَرٍّ والأَصيليِّ وابن عساكر: «﴿لَتَخِذْتَ﴾» أي: لأخذت (﴿عَلَيْهِ أَجْرًا﴾) فيكون لنا قوتًا وبُلغةً على سفرنا، قال القاضي: كأنَّه لمَّا رأى الحرمان ومساس الحاجة واشتغاله بما لا يعنيه لم يتمالك نفسه (﴿قَالَ﴾) الخضر لموسى : (﴿هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ﴾ [الكهف: ٧٧ - ٧٨]) بإضافة «الفراق» إلى «البين» إضافة المصدر إلى الظَّرف على الاتِّساع، والإشارة في قوله: ﴿هَذَا﴾ إلى الفراق الموعود بقوله: ﴿فَلَا تُصَاحِبْنِي﴾ أو تكون الإشارة إلى السُّؤال الثَّالث، أي: هذا الاعتراض سببٌ (٧) للفراق، أو إلى الوقت، أي: هذا الوقت وقت الفراق.

(قَالَ النَّبِيُّ : يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى) إنشاءٌ بلفظ الخبر (لَوَدِدْنَا) بكسر الدَّال الأولى وسكون الثَّانية، أي: والله لَوَدِدْنا (لَوْ صَبَرَ) أي: صَبْرَهُ؛ لأنَّه لو صبر لأبصر أعجب الأعاجيب (حَتَّى يُقَصَّ) على صيغة المجهول (عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا) مفعولٌ لم يُسمّ فاعله، وفي هذه القصَّة حجَّةٌ


(١) في غير (ب): «خمسون».
(٢) في (ب) و (س): «فمسح».
(٣) في (ص): «عمده بيده وقيد».
(٤) في (ب) و (س): «و»، وليس بصحيحٍ.
(٥) في (د): «يزيد»، وهو تصحيفٌ.
(٦) في (د): «فقال».
(٧) في (ص): «بسبب».

<<  <  ج: ص:  >  >>