للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الهمزة، أفواجًا، أي: ناسًا بعد ناسٍ (يَسْأَلُونِي) ولأبي ذرٍّ «يسألونَنِي» بنونين (عَنْ هَذَا الحَدِيثِ، مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ) وقوله: «قالتْ» أسماء، يحتملُ أن يكون من روايةِ أبي موسى عنها، فيكونُ من (١) رواية صحابيٍّ عن مثله، ويحتمل أن يكون من روايةِ أبي بردة عنها. ويؤيِّده قوله: (قَالَ أَبُو بُرْدَةَ) ليس هو أخا أبي موسى: (قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ) ولأبي ذرٍّ «ولقد» بالواو بدل الفاء (رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى) الأشعريَّ (وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الحَدِيثَ مِنِّي).

(قَالَ) ولأبي ذرٍّ: «وقال» (أَبُو بُرْدَةَ) بالإسناد السَّابق: (عَنْ أَبِي مُوسَى: قَالَ النَّبِيُّ : إِنِّي لأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الأَشْعَرِيِّينَ بِالقُرْآنِ) بتثليث راء «رُفقة» وضمها أشهر (حِينَ يَدْخُلُونَ) منازلَهُم (بِاللَّيْلِ) إذا خرجوا إلى المسجدِ أو لشغلٍ ما ثمَّ رجعوا. وقال الدِّمياطِيُّ: الصَّواب: حين يرحلون، «بالراء والحاء المهملة» بدل: «الدال والخاء المعجمة». وقال النَّوويُّ: الأولى صحيحة أو أصحُّ. وقال صاحب «المصابيح»: ولم (٢) أعرف ما الموجبُ لطرح هذه الرِّواية مع استقامتها، هذا شيءٌ عجيبٌ (وَأعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهَارِ، وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ) صفةٌ لرجلٍ منهم، كما قاله أبو عليٍّ الصَّدَفِيُّ، أو عَلَمٌ على رجلٍ من الأشعريين، كما قاله أبو عليٍّ الجَيَّانِيُّ (إِذَا لَقِيَ الخَيْلَ -أَوْ قَالَ: العَدُوَّ-) بالشَّكِّ (قَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ) بفتح الفوقية وضم الظاء المعجمة، ولأبي ذرٍّ «أن (٣) تُنظِروهم» بضم التاء وكسر الظاء، أي: تنتظروهم، من الانتظارِ، أي: أنَّه لفرطِ شجاعته كان لا يفرُّ من العدوِّ بل يواجههم، ويقول لهم إذا أرادوا (٤) الانصراف مثلًا (٥): انتظروا الفرسان


(١) في (د): «فيحتمل أن يكون».
(٢) في (د): «لم».
(٣) «أن»: ليست في (م).
(٤) في (د): «أراد».
(٥) «مثلًا»: ليست في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>