للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَِسْقًا أَوْ وَِسْقَيْنِ) بفتح الواو وكسرها، والوَسْقُ -كما في «القاموس» وغيره-: حِمْلُ بعيرٍ، وهو: ستُّون صاعًا، والصَّاعُ: أربعةُ أمدادٍ، كلُّ مدٍّ: رطلٌ وثلث، والشَّكُّ من الرَّاوي عليّ بن المَدِينيّ كما قاله ابنُ حَجر، أو سفيان كما قالَهُ الكِرْماني.

(وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو) هو: ابنُ دينارٍ (غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ يَذْكُرْ وَِسْقًا أَوْ وَِسْقَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: فِيهِ) في الحديثِ (١) (وَِسْقًا أَوْ وَِسْقَيْنِ) بنصبهِما على الحكايةِ، ولأبوي ذرٍّ والوقتِ «وَسْقٌ أو وَسْقَان» (فَقَالَ) أي: عَمرو: (أُرَى) بضم الهمزة، أي: أظنُّ (فِيهِ) في الحديثِ (وَِسْقًا أَوْ وَِسْقَيْنِ، فَقَالَ) كعبٌ: (نَعَم، ارْهَنُونِي) بهمزة وصل وفتح الهاء كاللَّاحقين، وفي الفَرْع: الأَولى بهمزة قطع وكسر الهاء، أي: أعطُوني رَهنًا على التَّمرِ الَّذي تُريدونه.

(فقَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ؟) أن نرهنَكَ (قَالَ: ارْهَنُونِي) بألف الوصل وفتح الهاء، في الفَرْع كـ «أصلِه» (نِسَاءَكُمْ، قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا) بفتح حرف المضارعة؛ لأنَّ ماضيهِ: رَهَنَ، ثلاثيٌّ. قيل: وفيه لغة: أَرْهَن (وَأَنْتَ أَجْمَلُ العَرَبِ؟) والنِّساءُ يمِلنَ إلى الصُّورِ الجميلةِ. زاد ابنُ سعدٍ -من مُرسل عكرمةَ-: ولا نَأْمَنُك، وأيُّ امرأةٍ تمتنعُ منك لجمالكَ؟ (قَالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ، قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا، فَيُسَبُّ) بضم التحتية وفتح المهملة (أَحَدُهُمْ) بالرفع مفعولًا نائبًا عن فاعله (فَيُقَالُ: رُهِنَ) بضم الراء وكسر الهاء (بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ! هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ) بالهمزة وإبدالها ألفًا.

(قَالَ سُفْيَانُ) بنُ عُيينة: (يَعْنِي) باللأمة (السِّلَاحَ) والَّذي قالهُ أهلُ اللغةِ: إنَّها الدِّرعُ، فيكون إطلاقُ السِّلاح عليها من إطلاقِ اسمِ الكلِّ على البعضِ، ومرادهُ: أن لا يُنكِرَ كعبٌ السِّلاحَ عليهم إذا أتوه وهو معهم، كما في روايةِ الواقدِيِّ (فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءَهُ) محمَّد بن مَسلمة (لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ) بنون وبعد الألف همزة، سِلْكان بن سَلامة (وَهْوَ أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ) ونديمُه في الجاهليَّة (فَدَعَاهُمْ إِلَى الحِصْنِ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «فنزلَ إلينَا».

وعندَ ابنِ إسحاقَ وأبي عُمر: أنَّ محمَّد بن مَسلمة والأربعةَ المذكورين قدمُوا إلى كعبٍ قبلَ أن يأتوا أبا نائِلَة سِلْكان، فلمَّا أتاهُ قال له: ويحكَ يا ابنَ الأشرفِ، إنَّني قد جئتكَ لحاجةٍ


(١) «في الحديث»: ليست في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>