للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحجرة، فأتى إليها ابنُ عمرَ (فَسَلَّمَ) عليها (وَاسْتَأْذَنَـ) ها في الدخول (ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي) مِن أجلِه (فَقَالَ) لها: (يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ السَّلَامَ، وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّ) له (بِهِ) لأَخُصَّنَّه بالدفنِ عند صَاحِبَيهِ (اليَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ) ابنُ عمر على منزلِ أبيه بعد أن فارقَ عائشةَ (قِيلَ) لعمرَ: (هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ، قَالَ) عمرُ: (ارْفَعُونِي) مِنَ الأرض، كأنَّه (١) كان مضطجعًا فأمَرهم أن يُقعِدُوه (فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ) لم يُسَّمَّ أو هو ابنُ عبَّاسٍ (إِلَيْهِ، فَقَالَ) لابنه: (مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ) بحذف ضمير النَّصب (يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَذِنَتْ، قَالَ: الحَمْدُ للهِ، مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمَّ) بالنَّصب خبرُ «كان»، وسقط لأبي ذَرٍّ لفظ «مِن» (إِلَيَّ) بتشديد اليَّاء (مِنْ ذَلِكَ) الذي أَذِنَتْ فيه (فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ) وفي نسخةٍ: «قُبضتُ» (فَاحْمِلُونِي) إلى الحجرةِ بعدَ تجهيزي (ثُمَّ سَلِّمْ) عليها، فإذا فرغتَ (فَقُلْ) لها: (يَسْتَأْذِنُـ) كِ (عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ) أن يُدفَنَ مع صاحِبَيهِ (فَإِنْ أَذِنَتْ لِي؛ فَأَدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي؛ رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ المُسْلِمِينَ) خاف أن يكونَ الإذنُ الأوَّل حياءً منه، لصدوره في حياته وأن ترجِعَ بعدَ موته (وَجَاءَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ) بنتُ عمرَ إليه (وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا؛ قُمْنَا) بألف بعد النون فيهما (فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ) أي: دخلتْ على عمرَ (فَبَكَتْ) ولأبي ذَرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «فمكثت» (عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ) في الدُّخول على عمرَ (فَوَلَجَتْ) دخلتْ حفصةُ (دَاخِلًا لَهُمْ) مَدخْلًا لأهلها، وسقط قوله (٢): «لهم» من الفرع، وثبت في «اليونينيَّة» وغيرها (فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ) المكان (الدَّاخِلِ، فَقَالُوا) أي: الرجال لعمرَ: (أَوْصِ) بفتح الهمزة (يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؛ اسْتَخْلِفْ) وقيل: القائلُ عبدُ الله بن عمرَ (قَالَ) عمرُ: (مَا أَجِدُ) بجيمٍ مكسورةٍ (أَحَقَّ) وفي نسخة: «ما أحدٌ أحقُّ» وللكُشْمِيهَنيِّ: «ما أجد» بالجيم «أحدًا أحقَّ» (بِهَذَا الأَمْرِ) أي: أمرِ المؤمنين (مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَوِ الرَّهْطِ) بالشَّكِّ من الرَّاوي (الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ وَهْو عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ) بن العوَّام (وَطَلْحَةَ) بنَ عُبيد الله (وَسَعْدًا) هو ابنُ أبي وقَّاصٍ (وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ) بن عوفٍ (وَقَالَ) أي: عمرُ (يَشْهَدُْكُمْ) بسكون الدَّال في الفرع، وفي


(١) في (م): «فإنه».
(٢) «قوله»: ليس في (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>