للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

علمت» (قَالَ) عمرُ رضي الله تعالى عنه: (وَدِدْتُ) بكسر الدَّال الأولى وسكون (١) الأخرى، أي: أحببتُ (أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ) بفتح الكاف، وللأَصيليِّ وابنِ عساكر: «كفافًا» بالنَّصب اسم «أنَّ» (٢) (لَا عَلَيَّ وَلَا لِي) أي: سواء بسواء لا عقاب ولا ثواب، وعند ابن سعدٍ: أنَّ ابنَ عبَّاسٍ أثنى على عمر نحوًا ممَّا هنا (٣)، وهو محمولٌ على التَّعددِ، وعندَه مِن حديث جابرٍ : أنَّ ممَّن أثنى عليه عبدُ الرَّحمن بنُ عوفٍ ، وعندَ ابنِ أبي شيبة: أنَّ المغيرةَ بنَ شعبةَ أثنى عليه وقال له: هنيئًا لك الجنَّة (فَلَمَّا أَدْبَرَ) الرَّجلُ الشَّابُّ (إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ) لطُوله (قَالَ) عمرُ : (رُدُّوا عَلَيَّ الغُلَامَ) فلمَّا جاءَه (قَالَ: ابْنَ أَخِي) ولأبي ذَرٍّ: «يا ابن أخي» (ارْفَعْ ثَوْبَكَ) عنِ الأرض (فَإِنَّهُ أَبْقَى) بالموحَّدة، وللحَمُّويي والمُستملي: «أنقى» بالنُّون (لِثَوْبِكَ، وَأَتْقَى لِرَبِّكَ) ﷿، ثمَّ قال لابنه: (يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ؛ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ، قَالَ: إِنْ وَفَى) بتخفيف الفاء (لَهُ) للدين (مَالُ آلِ عُمَرَ، فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) أي: مالِ عمرَ، فـ «آل» مُقحمةٌ أو المراد: رهْط عمر (وَإِلَّا) بأنْ لم يفِ (فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ) وهم البطنُ الذي هو منهم (فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ) بذلك (فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ) قبيلتهم (وَلَا تَعْدُهُمْ) بسكون العين، أي: لا تتجاوَزْهُم (إِلَى غَيْرِهِمْ، فَأَدِّ عَنِّي هَذَا المَالَ) وفي حديث جابرٍ عند ابن أبي عُمَر: أنَّ عمرَ قال لابنه: ضَعْها في بيت مال المسلمين، وأنَّ عبد الرَّحمن بن عوفٍ سأله، فقال: أنفقتُها في حِجَجٍ حججتُها ونوائبَ كانت تنوبني، ثم قال له (٤): (انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ) (فَقُلْ) لها: (يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ: أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ؛ فَإِنِّي لَسْتُ اليَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا) قال ذلك؛ لتيقُّنه بالموت حينئذٍ، وإشارةً إلى عائشةَ حتى لا تحابيه لكونه أميرَ المؤمنين قاله (٥) السَّفاقسيُّ (وَقُلْ) لها: (يَسْتَأْذِنُ) أي: يستأذنُك (عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ) النَّبيِّ وأبي بكر (٦) في


(١) في غير (س): «وبسكون».
(٢) قال الشيخ قطة في هوامش البولاقية: لعلَّ الأولى أن يقول: بالنصب خبر «إن» على لغة من ينصب بها الجزئين. انتهى.
(٣) في (ب) و (س): «نحوًا من هذا».
(٤) «له»: مثبت من (س).
(٥) في غير (س): «قال».
(٦) قوله: «النَّبيِّ وأبي بكرٍ»: سقط من (ص) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>