للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟) في رواية نصر بن عاصمٍ (١) عن حذيفة عند ابن أبي شيبةَ: «فتنة» (قَالَ) : (نَعَمْ، قُلْتُ): يا رسول الله (وَهَلْ بَعْدَ هذا) ولأبي ذرٍّ: «ذلك» (الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ) أي: الخير (دَخَنٌ) بفتح الدال المهملة والخاء المعجمة آخره نون، كَدَر، أي: غير صافٍ ولا خالص، وقال النوويُّ كالقاضي عياض: قيل: المراد بـ «الخير بعد الشر»: أيامُ عمر بن عبد العزيز ، قال حذيفةُ: (قُلْتُ): يا رسول الله (وَمَا دَخَنُهُ؟) أي: كَدَرُه (قَالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ) الناسَ بفتح الياء (بِغَيْرِ هَدْيِي) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة، والإضافة إلى ياء المتكلِّم فيصير بياءين الأولى مكسورة والثانية ساكنة، أي: لا يستنُّون بسُنَّتي، وللأصيليِّ: «بغير هُدًى» بضمِّ الهاء وتنوين الدال، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «هَدْيٍ» بفتح فسكون فتنوين بكسر (تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ) أي: تعرف منهم الخيرَ فتشكره، والشرَّ (٢) فتُنكره، وهو من المقابلة المعنوية، فهو راجع إلى قوله: «وفيه دَخَنٌ» والخطاب في «تعرف وتنكر» من الخطاب العامِّ (قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ) المشوبِ بالكَدَر (مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ) : (نَعَمْ، دُعَاةٌ) بضمِّ الدال المهملة، جمع داعٍ (إِلَى) ولأبي ذرٍّ: «على» (أَبْوَابِ جَهَنَّمَ) أي: باعتبار ما يَؤُول إليه شأنُهم، أي: يدعون الناس إلى الضلالة، ويصدونَهم عن الهدى بأنواعٍ مِنَ التلبيس، فلذا كان بمنزلةِ أبواب جهنم (مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا) أي: النار، أي: إلى الخصال التي تَؤُول إليها (قَذَفُوهُ فِيهَا) أعاذنا الله من ذلك، ومن جميع المهالك بمنِّه وكرمِه، وقيل: المراد بـ «الشر بعد الخير»: الأمراءُ بعدَ عمَر بنِ عبد العزيز . ويأتي مزيدٌ لذلك إن شاء الله تعالى في «كتاب الفتن» بعون الله وقوته [خ¦٧٠٨٤] قال حذيفةُ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ) أي: الدعاة (لَنَا، فَقَالَ) : (هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا) بجيم مكسورة فلام ساكنة فدال مهملة مفتوحة، أي: مِن أنفسنا وعشيرتنا من العرب، أو مِن أهل مِلِّتِنا (وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا) قال القابِسيُّ: أي: من أهل لساننا من العرب، وقيل: يتكلَّمون بما قال الله ورسوله مِنَ المواعظ والحكم، وليس في قلوبهم شيء من الخير، يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، قال حذيفةُ: (قُلْتُ): يا رسول الله


(١) زيد في غير (ب) و (س): «عنه».
(٢) قوله: «فتشكره والشر»: ليس في (د) و (ص) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>