للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان تحيَّةً له؛ إذ لو كان لله لما امتنع عنه إبليس، وكان سجود التَّحيَّة (١) جائزًا فيما مضى، ثمَّ نُسِخ بقوله لسلمان حين أراد أن يسجد له: «لا ينبغي لمخلوقٍ أن يسجد لأحدٍ إلَّا لله تعالى» (وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ) أي: أسماء المسميَّات، فحذف المضاف إليه لكونه (٢) معلومًا مدلولًا عليه بذكر الأسماء؛ إذ الاسم يدلُّ على المسمَّى (فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا (٣)) ممَّا نحن فيه من الكرب (فَيَقُولُ لَهُمْ: لَسْتُ هُنَاكُمْ) بضمِّ الهاء (٤)، أي: لست في المنزلة التي تحسبونني وهي مقام الشَّفاعة (فَيَذْكُرُ (٥) لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ) أي: التي أصابها وهي أكله من الشَّجرة التي نُهِي عنها، قاله تواضعًا وإعلامًا بأنَّها لم تكن له.

وهذا الحديث ذكره هنا مختصرًا، ولم يذكر فيه ما ترجم له على عادته في الإشارة، وقد سبق في تفسير «سورة البقرة» [خ¦٤٤٧٦] عن مسلم بن إبراهيم شيخه هنا بتمامه، وفيه «ائتوا موسى عبدًا كلَّمه الله تعالى وأعطاه التَّوراة … » الحديث، وساقه أيضًا في «كتاب التَّوحيد» في «باب قول الله تعالى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ [ص: ٧٥]» [خ¦٧٤١٠] وفيه (٦): «ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التَّوراة وكلَّمه تكليمًا».


(١) في (د): «التَّحتيَّة»، وهو تحريفٌ.
(٢) في (ع): «فيكون».
(٣) في (د): «ربَّنا ليريحنا».
(٤) في (د): «التَّاء».
(٥) في (ب) و (س): «ويذكر»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
(٦) في (ع): «وبه».

<<  <  ج: ص:  >  >>