للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) وأنَّ محمَّدًا رسول الله، ويُدخله الجنَّة بشفاعة نبيِّنا كما في حديث عمران بن الحصين السَّابق [خ¦٦٥٦٦] أو إبراهيم كما في حديث حذيفة عند البيهقيِّ وأبي عَوَانة وابن حبَّان، أو آدم كما في حديث عبد الله بن سلامٍ عند الحاكم، أو المؤمنين كما في حديث أبي سعيدٍ في «التَّوحيد» [خ¦٧٤٣٩] ويجمع بأنَّهم كلّهم شَفِعُوا.

وفي حديث أبي بكرةَ عند ابنِ أبي عاصمٍ والبيهقيِّ مرفوعًا: «يحملُ النَّاسُ على الصِّراطِ، ثمَّ ينجِي اللهُ من يشاءُ برحمتهِ، ثمَّ يُؤذَنُ في الشَّفاعةِ للملائكةِ والنَّبيِّينَ والشُّهداءِ والصَّالحينَ فيشفعُونَ ويُخْرِجُونَ» (أَمَرَ) الله تعالى (المَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ) من النَّار (فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ) بجمعِ «آثار» (وَحَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ) بتوحيدِ «أثرٍ» وهذا جوابٌ عن سؤالٍ مقدَّرٍ كأنَّه قيل: كيف تَعرف الملائكة أثر السُّجود مع قول أبي سعيدٍ عند مسلمٍ: «فأماتهُم الله حتَّى إذا كانوا فحمًا أذنَ بالشَّفاعة، فإذا صاروا فحمًا كيف (١) يتميَّز محلُّ السُّجود من غيره حتَّى يُعرف أثره»، وحاصل الجواب: تخصيصُ أعضاء السُّجود من عموم الأعضاء الَّتي دلَّ عليها خبر أبي سعيدٍ، وأنَّ الله مَنع النَّار أن تحرقَ أثر السُّجود، وهل المراد أعضاء السُّجود السَّبعة الجبهة واليدان والرُّكبتان والقَدمان، أو الجبهة خاصة؟ قال النَّوويُّ: المختار الأوَّل، واستنبط صاحب «بهجة النُّفوس» منه أنَّ كلَّ (٢) مَن كان مسلمًا، ولكنَّه لا يصلِّي أنَّه (٣) لا يُخْرَج؛ إذ لا علامةَ له، ولكنَّه يحتمل أن يخرجَ في القبضة لعموم قوله: «لم يعملْ خيرًا قطُّ» كما في حديثِ أبي سعيدٍ في «التَّوحيد» [خ¦٧٤٣٩] وفي حديث معبد عن الحسنِ البصريِّ، عن أنسٍ في «التَّوحيد» [خ¦٧٥١٠] «فأقول: يا ربِّ ائذن لي فيمَن قال: لا إله إلَّا الله. قال: ليس ذلك لكَ، ولكن وعزَّتي وجلالي وكبريائي وعظمتِي وجبروتِي لأُخرجنَّ من قال: لا إله إلَّا الله» قال البيضاويُّ: أي: أنا أفعلُ ذلك تعظيمًا لاسمِي وإجلالًا لتوحيدِي، وهو مخصِّصٌ لعمومِ حديث: «أسعدُ النَّاسِ بشفاعَتِي من قالَ: لا إلهَ إلَّا اللهَ» [خ¦٩٩] وحمله في «الفتح» على أنَّ المرادَ ليس لك مباشرةُ الإخراج (٤) لا أصل


(١) في (ص): «فكيف».
(٢) «كلَّ»: ليست في (د) و (ص) و (ع).
(٣) «أنَّه»: ليست في (س).
(٤) في (ع): «المباشرة للإخراج».

<<  <  ج: ص:  >  >>