للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

برحمتك عليهم، وثبتت هذه هنا لأبي ذَرٍّ، وتأتي بعدُ إن شاء الله تعالى.

(﴿وَلِيُتَبِّرُواْ﴾) أي: (يُدَمِّرُوا ﴿مَا عَلَوْاْ (١)[الإسراء: ٧]) من التَّدمير؛ وهو الإهلاك، أي: ليهلكوا ما غلبوه واستولوا عليه.

(﴿حَصِيرًا﴾) في قوله: ﴿وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ [الإسراء: ٨] أي: (مَحْبِسًا) بفتح الميم وكسر الموحَّدة، لا يقدرون على الخروج منها أبد الآباد (مَحْصَرًا) بفتح الميم والصَّاد المهملة: اسمٌ لموضع الحصر.

(﴿حَقَّ﴾) ﴿عَلَيْهَا الْقَوْلُ﴾ [الإسراء: ١٦] أي: (وَجَبَ) عليها كلمة العذاب السَّابقة (﴿مَّيْسُورًا﴾ [الإسراء: ٢٨]) أي: (لَيِّنًا) وسبق قريبًا.

(﴿خِطْأً﴾) من قوله: ﴿إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْأً﴾ [الإسراء: ٣١] أي: (إِثْمًا؛ وَهْوَ) أي: الخطأ: (اسْمٌ مِنْ «خَطِئْتُ»، وَالخَطَأُ مَفْتُوحٌ: مَصْدَرُهُ مِنَ الإِثْمِ، خَطِئْتُ) بكسر الطَّاء (٢) (بِمَعْنَى: أَخْطَأْتُ) كذا قاله أبو عبيدة، وتبعه المؤلِّف رحمهما الله، وتُعُقِّب بأنَّ جعله ﴿خِطْأً﴾ بكسر الخاء اسمُ مصدرٍ ممنوعٌ، وإنَّما هو مصدر خَطِئَ يخطأ، كأَثم يأثَم إثمًا؛ إذا تعمَّد الذَّنب، وبأنَّ دعواه أنَّ ﴿خِطْأً﴾ المفتوحَ الخاءِ والطَّاءِ -وبها قرأ ابن ذكوان- مصدرٌ بمعنى الإثم ليس كذلك، وإنَّما هو اسم مصدرٍ من: أخطأ يخطئ إخطاءً؛ إذا لم يُصِبْ، والمعنى فيه: أنَّ قتلهم كان غير صوابٍ، وبأنَّ قوله: «خَطِئتُ» بمعنى: «أخطأت» خلافُ قول أهل اللُّغة (٣): خَطِئ: أثم وتعمَّد الذنب، وأَخطَأ؛ إذا لم يتعمَّد.

(﴿تَخْرِقَ﴾) في قوله: ﴿إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ﴾ [الإسراء: ٣٧] أي: لن (تَقْطَعَ) الأرض لشدَّة وطأتك، وسقط هذا لأبي ذَرٍّ.


(١) «﴿مَا عَلَوْاْ﴾»: ليس في (د).
(٢) زيد في (د): «كذا».
(٣) زيد في (د): «لأنَّ»، وفي (م): «إنَّ».

<<  <  ج: ص:  >  >>