للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قامَ عليه حتَّى السَّاعة. والمرادُ بالسَّاعة: القيامة، أي: فما قامَ عليه بعد في حياتِهِ، ولمسلم من حديثِ جُندَُبٍ: أنَّ ذلك كان قبلَ موتِهِ بخمسٍ، ولعلَّهُ كان بعد حصولِ اختلافِهِم ولغطِهِم وقوله (١) لهم: «قوموا عنِّي» فوجد بعد ذلك خفَّةً فخرجَ.

قال الزُّهريُّ -بالإسناد السَّابق-: (وَأَخْبَرَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ «وأَخْبَرنَا» (عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ ) سقطَ لأبي ذرٍّ لفظ «عبد اللهِ» الأخير (قَالَا: لَمَّا نَزَلَ) بفتح النون والزاي (بِرَسُولِ اللهِ ) المرضُ (طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً) بفتح الخاء المعجمة، ثوبَ خزٍّ أو ثوبَ صوفٍ (لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ) بالغين المعجمة الساكنة، أخذَهُ نَفَسُهُ من شدَّةِ الحرِّ (كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فقال وَهْوَ كَذَلِكَ: لَعْنَةُ اللهِ) ولغير أبي ذرٍّ «عن وجههِ (٢) وهو (٣) يقولُ: لعنةُ اللهِ» (عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) حال كونه (يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا) من اتِّخاذِ المساجِدِ على القبورِ. قال البيضاويُّ: لمَّا كانت اليهودُ والنَّصارَى يسجدون لقبورِ الأنبياءِ تعظيمًا لشأنِهم، ويجعلونَهُم قبلةً يتوجَّهُون في الصَّلاةِ نحوها، واتَّخذوهَا أوثانًا؛ لعنهم ومنَعهُم عن مثلِ ذلك، فأمَّا (٤) من اتَّخذَ مسجدًا في جوارِ صالحٍ وقصدَ التَّبرُّك بالقربِ منه لا التَّعظيمَ له ولا التَّوجُّه نحوهُ؛ فلا يدخل في ذلكَ الوعيدُ.

وقال الزُّهريُّ -بالسَّند السَّابق-: (أَخْبَرَنِي) (٥) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ «وأخبرنَا» (٦) (عُبَيْدُ اللهِ) بضم العين، ابنُ عبدِ الله بنِ عتبةَ بنِ مسعودٍ (أَنَّ عَائِشَةَ) (قَالَتْ: لَقَدْ رَاجَعْتُ رَسُولَ اللهِ فِي ذَلِكَ) أي: في أمرهِ أبا بكرٍ بإمامَةِ الصَّلاة (وَمَا حَمَلَنِي عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي قَلْبِي أَنْ يُحِبَّ النَّاسُ بَعْدَهُ) (رَجُلًا قَامَ مَقَامَهُ) في الصَّلاةِ بهم (أَبَدًا، وَلَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «وأنْ لا» (كُنْتُ أُرَى) أظنُّ (أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ أَحَدٌ مَقَامَهُ إِلَّا تَشَاءَمَ


(١) في (ص): «قولهم».
(٢) في (م) زيادة: «قال».
(٣) في (ب) و (د) زيادة: «كذلك».
(٤) في (ب) و (س): «وأما».
(٥) في (س): «وأخبرني».
(٦) قوله: «ولأبي ذر وأخبرنَا»: ليست في (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>